الخميس 09 مايو 2024

“تمرد” شعبي

تمرد

الحاخام الأكبر في "إسرائيل" يتسحاق يوسف أحدث زلزالًا كبيرًا في الكيان بإعلانه "التمرد" و"العصيان" عبر رفض فكرة التجنيد الإجباري على المتدينين "الحريديم"

ⓒ ح.م
كاتب صحفي

تحدثتُ في عمود الأمس، عن “جيش التوراة” الذي أصبح عنوان جيش الكيان بعد سطوة التيار الديني الصهيوني المتطرف على مقاليده، ليأتي الاعتراض ـ على ما يبدو ـ سريعا من زعيم المتدينين غير المتصهينين الحاخام الأكبر في “إسرائيل” يتسحاق يوسف، الذي أحدث زلزالا كبيرا في “إسرائيل” بإعلانه “التمرد” و”العصيان” عبر رفض فكرة التجنيد الإجباري على المتدينين “الحريديم” وغيرهم الذي تنوي الحكومة فرضه بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها الجيش في حرب غزة، وتهديده بالمغادرة الجماعية لأنصاره من المتدينين “الحريديم” إلى خارج “الكيان”، في حال ما أجبروا على التجنيد، وهو التصريح الأكثر خطورة في الكيان منذ اندلاع الحرب، حيث أنه لم يكتف برفض التجنيد الإجباري والتهديد بمغادرة الكيان جماعيا، بل أطلق معه أول اعتراف من داخل الكيان عن خسارة الجيش الإسرائيلي الحرب في 7 أكتوبر الماضي ضد حماس والمقاومة.

الفايدة:

أن انقساما بنيويا خطيرا للغاية، يتهدد المجتمع الصهيوني اليوم جراء تداعيات حرب غزة، حيث ولأول مرة في تاريخ هذا الكيان المسخ، يعلن جزء من مكونات “الشعب اليهودي” داخل الكيان كفره بإسرائيل عبر رفضه الدفاع عنها، في مقابل جزء آخر من الشعب من العلمانيين، ومن المتدينين الصهاينة المتطرفين، الذين ـ كما قلنا في السابق ـ باتوا اليوم عصب الجيش الصهيوني على حساب العلمانيين.

والحاصول:

هذه أولى علامات التفكك الداخلي للكيان اللقيط، إذا ما استثنينا العلامات الصغرى الأخرى بفعل “طوفان الأقصى” المبارك، وما ترتب عنه من مواجهات تهدد وجود الكيان من أساسه، ويكفي قراءة تصريحات قادة الكيان الغاضبة والمصدومة، بمن فيهم المعارضة، عن تداعيات هذا “التمرد” و”العصيان” لفئة “الحريديم”، حتى ندرك أن ما يسمى بـ”إسرائيل” آيلة حتما إلى الزوال.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top