الأحد 19 مايو 2024

غزة توأم سطيف!!!…

غزة

ذكرى مجازر 8 ماي تعود وهي في كل عام تعود ويعود معها الشهداء وها هي مدن سطيف وقالمة وخراطة في الجزائر تؤكد أنها توأم مدينة غزة في الكفاح

ⓒ ح.م
كاتب صحافي

لم يعد يعجبني الحديث عن الذكريات والأيام الوطنية عندما تحل مناسباتها، ذلك أن المناسبة كثيرا ما كانت تقتل الذكرى لأننا في كل مرة نعيد الكلام نفسه إلى درجة الاجترار، على الرغم من أن الذكرى كانت ومازالت أليمة وأليمة جدا، ومع ذلك فإن ذكرى مجاز الثامن ماي تختلف عن جميع الذكريات الخالدات، خاصة وأن هذا اليوم الأليم قد أصبح يعرف باليوم الوطني للذاكرة.

لقد حلت ذكرى الثامن ماي هذه المرة على وقع انتفاضة طوفان الأقصى في فلسطين المحتلة وما تقترفه قوات الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني في مدينة غزة من مجازر وحشية ضد الإنسانية وإبادة جماعية في حق الشعب الفلسطيني، وهذا ما يؤكد أن الاحتلال ملة واحدة ولا يختلف الاحتلال الفرنسي للجزائر عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؛ ففي ظرف يوم واحد أو يومين قتلت فرنسا من الجزائريين ما لا يقل عن خمسة وأربعين ألفا، وها هو عدد الشهداء في فلسطين يقترب من هذا العدد الكبير بعدما ارتقى أكثر من ثلاثين ألف شهيد وأكثر من مائة ألف من الجرحى وأكثر من مليون من المشردين.

ها هي ذكرى مجازر الثامن ماي تعود وهي في كل عام تعود ويعود معها الشهداء، وها هي مدن سطيف وقالمة وخراطة في الجزائر تؤكد أنها توأم مدينة غزة في الكفاح من أجل الحرية والاستقلال، فإذا ما سقط في الجزائر أكثر من أربعين ألفا من الشهداء في يوم واحد، وإذا ما سقط في فلسطين أكثر من ثلاثين ألف شهيد، فذلك ما يؤكد أن للحرية ثمنا غاليا وغاليا جدا، وليس مهر الحرية سوى الملايين من الشهداء، وما غزة إلا توأم سطيف.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top