الأحد 19 مايو 2024

صورة نصر زائف

صورة

لقد فشل جيش العصابات في تحقيق صورة واحدة للنصر تظهر قيادات كبرى للمقاومة كالسنوار ومحمد الضيف مكبلين في الأغلال أو تحرير أسرى صهاينة من أيدي آسيريهم

ⓒ أ.ب
كاتب صحفي

يعشق الصهاينة كثيرا تسجيل صور النصر التي يعتقدون أنهم قد حققوها في مسارهم الإجرامي، ويذكر التاريخ أن صورة النصر الكبرى التي روج لها الكيان طويلا، بنزول الإرهابيين رابين ودايان قرب حائط البراق بالقدس عقب نكسة عام 1967، قد ظلت راسخة في أذهانهم كنوع من النوستالجيا التي تذكرهم دائما بأن القدس لهم، غير أن تغير معطيات المواجهة التي كانت متوفرة خلال مواجهات جيش الكيان ضد جيوش عربية مهترئة في الماضي، قد تغيرت اليوم جذريا ببروز أنواع أخرى من الحروب التي أبدعتها المقاومة، خاصة تلك التي ظهرت على أرض غزة البطولة، الأمر الذي أحبط معنويات الصهاينة كثيرا، وحرمهم من التقاط أدنى صورة للنصر رغم مرور حوالي ثمانية أشهر من بداية العدوان، قبل أن تتفتق عبقرية المجرم نتنياهو الباحث عن أي صورة للنصر قد تبقيه على رأس الكيان، على تصوير تلك اللقطة الاستعراضية البليدة بواسطة الدرونات لدخول دبابة إسرائيلية إلى معبر رفح المدني الذي لا يوجد فيه سوى بعض رجال الشرطة والجمارك المدنيين، وهي تحمل علما إسرائيليا طوله 25 مترا، لتلتقط صورة نصر مزيف، لا تقل وساخة عن صورة النصر المزيف الأخرى قبل عدة أشهر لدخول مستشفى الشفاء وتدميره باعتباره مركز قيادة حماس.

الفايدة:

أن ترويج تلك اللقطات نحو العالم كله، لاحتلال معبر مدني للمساعدات الإنسانية، لم يكن يستهدف سوى استرضاء نهم اليمين الصهيوني المتطرف الباحث بأي وسيلة عن صورة للنصر مهما كانت وسخة، وها قد التقطها جنود “التسحال” بجودة عالية لرفع معنويات جنودهم وحاضنتهم الشعبية المنهارة، لكنها انقلبت عليهم في النهاية إلى مادة للسخرية العالمية الكاملة.

والحاصول:

لقد فشل جيش العصابات في تحقيق صورة واحدة للنصر تظهر قيادات كبرى للمقاومة كالسنوار ومحمد الضيف مكبلين في الأغلال، أو تحرير أسرى صهاينة من أيدي آسيريهم، فعاد الجبناء إلى طبيعتهم باستهداف الخاصرة الرخوة للقطاع عبر ضرب البنى التحتية المدنية استكمالا لمخطط “التنفيس” عن هزيمتهم الساحقة في السابع من أكتوبر بقتل الأطفال والنساء.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top