السبت 11 مايو 2024

جيش التوراة

جيش

حرب غزة أنهت عقيدة الجيش الصهيوني المبنية على "الحرب الخاطفة"

ⓒ ح.م
كاتب صحفي

يبدو أن ما يسمى بـ”جيش الدفاع الإسرائيلي”، الذي لم يكن يوما للدفاع وإنما للهجوم والترويع والتدمير، يخرج الآن شيئا فشيئا من جلده “العلماني” الذي كان قد أنشئ على أساسه قبل 75 سنة، ليصبح بعد حرب غزة الطاحنة هذه، والتي سقطت فيه عقيدة هذا الجيش الكرتوني في وحل القطاع الصغير، جيشا دينيا “توراتيا”، بعد أن استولى عليه المتدينون المتطرفون بشكل كامل، في محاولة يائسة لمواجهة جيش حماس “الإسلامي” المتدين أيضا، وقد تبين أنه كلما طالت مدة الحرب كلما تراجعت نسبة العلمانيين داخله، لصالح القوى المتطرفة، التي تعمل على مبدأ القتل الجماعي للأطفال والنساء وحتى للرضع والحيوانات، ما يجعل من “إسرائيل” التي ظلت طوال العقود الماضية من وجودها، تفقد أبرز دعامات هذا الوجود باعتبارها “دولة ديمقراطية” وسط بحر من “الديكتاتوريات” العربية، لتصبح بعد حرب غزة، دولة دينية يهودية صرفة، يحكمها أمثال الزنديق بن غفير.

الفايدة:

أن حرب غزة التي تدخل شهرها السادس اليوم، ولا يبدو أن نهايتها قريبة، قد أنهت عقيدة الجيش الصهيوني المبنية على “الحرب الخاطفة” التي لا تدوم سوى بضعة أيام أو ساعات، كما كانت الحال مع كل الحروب السابقة مع الجيوش العربية، ليجد الكيان نفسه من الآن فصاعدا، مجبرا على القتال الطويل الذي يستوجب دفع أثمان باهظة، بما يعني الخروج من الحروب الخاطفة إلى الحروب الوجودية بشكل كامل.

والحاصول:

ترى ماذا سيكون رد فعل الجيوش العربية التي تحارب في معظمها التوجه الديني داخلها، وتطارد أي شكل من أشكال التدين خشية أن تتهم بالرجعية؟ هل تواصل في تبني “العسكرية العلمانية” أم تقبل التحول لجيوش “قرآنية” لمواجهة “جيش التوراة”؟.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top