الأحد 28 أبريل 2024

أبو عبيدة و”الكنتاكي” في الجزائر

أبو عبيدة و

نتمنى أن تكون الأنباء عن إغلاق هذا المطعم بعد الاحتجاجات الشعبية حقيقية وليست للتمويه فقط

ⓒ ح.م
كاتب صحفي

في الحقيقة لم أنتبه من قبل لمطاعم مثل “كي أف سي” كينتاكي ولا لشبيهاتها من أمثال ماكدونالدز ولا هارديز وبيتزاهت وغيرها؛ فمقاطعتي لمثل هذه المحال والعلامات هي من صميم ثقافتي البدوية المتأصلة، وحبي القديم لخيمات الشخشوخة والزفيطي، إلا أن الضجة التي ثارت عندنا هذه الأيام بسبب افتتاح مطعم لهذه العلامة المتهمة بدعم دولة الكيان عندنا، والممولة “بشكل أو بآخر” لجرائم الصهاينة في فلسطين وغزة، تدفع بالفعل لاعتبار ما حدث استفزازا آخر، مشابها إلى حد ما لواقعة فتح كافيتيريا ستاربوكس بوهران قبل إغلاقها، ذلك أن الشعب الجزائري برمته، إن لم يكن كله، إذا ما استثنينا الفئات التي يعرفها الجميع عندنا، لا يمكن أن نصفه اليوم بأنه متعاطف فقط مع إخوانه في غزة، أمام ما يتعرضون له من جرائم إبادة جماعية، وإنما هو يعيش بكلّيته مع القضية، وأن حملة المقاطعة الشعبية لكل منتج فيه رائحة الصهاينة وداعميهم، أصبحت ومن غير تأطير ولا توجيه، نوعا من أنواع المقاومة المندمجة مع روح المقاومة في غزة، وبالتالي فإن استفزازا بهذا الشكل يعد بحق عدوانا على الجزائريين وعواطفهم، قبل أن يكون عدوانا على الفلسطينيين.

الفايدة:

أن مسارعة الجهات المعنية بالاستجابة لاحتجاجات الجزائريين، هو تصحيح لهفوة ما كان ينبغي أن تحصل، خاصة وأن الجزائر شعبا ودولة، تخوض معركة حقيقية ضد الكيان الغاصب في كل المجالات، لكون هذا العدو لا يستهدف في عدوانه إخواننا الفلسطينيين فقط، بل يستهدف عبر تحالفاته ومخططاته المكشوفة، الأمن القومي الوطني أيضا.

والحاصول:

نتمنى أن تكون الأنباء عن إغلاق هذا المطعم بعد الاحتجاجات الشعبية حقيقية وليست للتمويه فقط، عبر تقنية “التخفي” بتغيير الواجهة فقط، وأن تحفظ وصية المجاهد “أبو عبيدة” حول ابن اليهودية التي بات يعرفها الجميع، فبلادنا العامرة بالمأكولات التقليدية الشهية، في غنى عن مأكولات الكولستيرول المشبع بالشبهات الصهيونية.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top