أتمنى أن يتم التفكير جديا في استقبال قيادات حماس في الجزائر، باعتبارهم أكبر رموز كرامة الأمة، ورغم اعتقادي أن قطر أو تركيا هي ملاجئ محترمة بلا شك، كما هي المقترحات الأخرى من طهران إلى صنعاء أيضا، إلا أن الجزائر باعتبارها أرض الشهداء، وبما تملكه من تاريخ ثوري كبير، تبقى برأيي الوجهة الأكثر أريحية لقادة حماس الذين عليهم أن يدركوا أنه إذا ضاقت بهم الدنيا بما رحبت فإن صدر الجزائر لن يضيق بهم أبدا.

الفايدة:

لقد كانت الجزائر أرض الأمن والأمان لقيادات ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية بعد خروجهم من بيروت عام 82، وكانت وحدها الأرض التي حمت قيادات النضال الفلسطيني بقيادة ياسر عرفات ووفرت له أدوات الحماية والنقل، ووحدها التي تحدت الصهاينة وجمعت كل قيادات النضال الفلسطيني لإعلان الدولة الفلسطينية على أرض الجزائر، وهي اليوم أيضا الأرض الوحيدة على وجه الأرض التي “لا يظلم فيها فلسطيني” واحد سواء كان من حماس أو من غيرها من بقية فصائل المقاومة.

والحاصول:

إنه يبدو لي والله أعلم، وبالنظر إلى المعطيات الجيوسياسية في المشرق العربي، وفقدان عواصم المنطقة هناك، القدرة على توفير ملجأ آمن دون أن تعقبه أضرار سياسية أو عسكرية أو مذهبية أو غيرها، أنه لا مكان آمن ويليق بقيادة حماس المقاومة، إلا أرض الجهاد والسيادة الجزائر، القادرة لوحدها على منع كل أشكال الضغوط والابتزاز على تلك القيادة وتوفير الحماية الأمنية اللازمة لها.