يكون من سخرية الأقدار الحزبية والمقادير السياسية أن الأحزاب السياسية الكبيرة والتي تزعم أنها كبيرة جدا، وهي دون ذلك مازالت لم تحسم أمرها بعد من الانتخابات الرئاسية على عكس الأحزاب الصغيرة التي راح الكثير منها يعلن المشاركة في اليوم الموعود !.

في الوقت الذي أعلنت الأحزاب الصغيرة عن أسماء مرشحيها في الانتخابات الرئاسية مازالت الأحزاب الكبيرة تتحدث فقط عن الاستعداد للاستحقاق الرئاسي وتحسيس المناضلين بأهمية المشاركة ولكنها تحجم عن تقديم أي فارس من فرسانها المتسابقين، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى حالة التصحر السياسي التي وصلت إليها الطبقة السياسية خلال العشريتين السابقتين، إلى درجة أن القوائم الحرة في الانتخابات السابقة بل في مختلف الانتخابات هي التي أصبحت تسيطر على مختلف المجالس الشعبية المنتخبة من البلدية إلى الولاية حتى إلى البرلمان، فكيف بحزب كبير يفقد البلدية والبرلمان يريد أن يكون في الطليعة عند موعد الانتخابات الرئاسية، ولقد أصبح من الطبيعي أن الحزب الذي يعجز عن تقديم مرشح بلدي يعجز أيضا عن تقديم مرشح رئاسي !!..

إذا ما استثنينا مرحلة الأحادية الحزبية أو نظام الحزب الواحد والتي كانت خلالها الانتخابات الرئاسية عبارة عن استفتاءات وليست بانتخابات حيث كان الحزب الواحد يقدم مرشحه الواحد والوحيد، فإنه لم يحدث أن وصل مرشح حزبي إلى الرئاسة بل إن الكثير من الأحزاب الكبيرة على عكس الأحزاب الصغيرة تعجز عن تقديم مرشح لها، فهل صغرت الأحزاب الكبيرة وكبرت الأحزاب الصغيرة؟؟؟.