الثلاثاء 21 مايو 2024

المقاطعة الشعبية

ⓒ Boycot-Isr
كاتب صحافي

إذا ما كانت بعض الحكومات العربية قد لجأت إلى تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع دويلة الكيان الصهيوني المزعومة، وما يترتب عن ذلك من تبادل تجاري وتعاون اقتصادي وثقافي بل وحتى أمني واستخباراتي، وكل ذلك على حساب القضية الفلسطينية التي تمثل القضية الجوهرية في الصراع العربي الإسرائيلي على مر التاريخ، فعلى العكس من ذلك فإن الشعوب العربية وعلى خلاف الحكومات العربية المطبعة أو المنبطحة يمكنها أن تكبح جماح هذه الحكومات مثلما يمكنها أن تكبح جماح التطبيع ومن يدور في فلك التطبيع!.

إن الشعوب العربية وعلى عكس الحكومات العربية لها من الأسلحة الفتاكة ما هو أخطر من القوة العسكرية حتى ولو كانت هذه القوة العسكرية تتمثل في الأسلحة النووية التي في كل مرة تهدد “إسرائيل” باستعمالها.

إن هذه القوة أو هذا السلاح يتمثل في سلاح المقاطعة الاقتصادية للبضائع الإسرائيلية وكل البضائع التي تعود إلى الدول الغربية الإمبريالية المتحالفة مع “إسرائيل” على حساب الشعب الفلسطيني.

وعلى هذا الأساس يكفي الشعوب العربية أن تقاطع شراء المأكولات والمشروبات العالمية، وبالفعل فإن الكثير من المواطنين في الدول العربية والإسلامية وعلى المستوى الفردي يكونون قد شرعوا في مقاطعة هذه المأكولات والمشروبات العالمية، وهذا ما تؤكده الإحصائيات الأولية حيث أن عديد الشركات العالمية قد تكبدت من الخسائر المالية ما يقدر بالملايين من الدولارات، وهذا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.

خلاصة القول، إن القوة الحقيقية تكمن في الشعوب العربية وليس في الحكومات العربية، وإذا ما انتبهت الشعوب العربية إلى قدراتها الذاتية من خلال تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للبضائع الغربية والإسرائيلية، فإن مثل هذا السلاح الذاتي الفتاك يجعل الغرب المتصهين يراجع حساباته السياسية، وهذا ما يجب أن تقوم به النخبة في تفعيل سلاح المقاطعة على المستوى الشعبي ولعل هذا يعد من أضعف الإيمان ولكن في الحقيقة يعد من أقوى الأسلحة، إن سلاح المقاطعة الشعبية أخطر من الأسلحة النووية.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top