الجمعة 17 مايو 2024

الصحف إلى المتحف!!!…

الصحف

"الصحافة الورقية" في طريقها إلى الزوال

ⓒ ح.م
كاتب صحافي

أخذت الصحافة اسمها من الجرائد أو من الصحف، فيسمى الذي يحترف الصحافة صحفيا، ولا يقتصر الأمر على اللغة العربية فقط، بل على الكثير من اللغات الأجنبية، وعلى الرغم من ظهور الإذاعة والتلفزيون فلقد بقي الصحفي يدعى صحفيا وإن كان يقال له في بعض الأحيان مذيع أو تلفزيوني وعلى ما يبدو فإن الصفة لا تصلح، ولذلك لابد من العودة إلى الأصل حيث الجرائد والصحف الورقية، فالصحفي صحفي!.

كثيرا ما نحنّ إلى العصر الذهبي حيث زمن الصحافة الورقية ولكن مثل هذا الحنين قد أصبح يشبه البكاء على الأطلال وما تبقى من الديار بعد الرحيل، ولربما بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة يطيب لنا الحديث عن الصحافة الورقية التي هي الأخرى تكون قد أصبحت في حكم الأطلال البالية، فيمكن أن أقدم هذه الشهادة للدكتورة رشيدة إبراهيمي وهي من قبيل “وشهد شاهد من أهلها” وهي التي قد بدأت مسيرتها المهنية في الجرائد الورقية لتنتهي إلى التلفزة العمومية، حيث راحت تقول لطلبتها بالجامعة في مقياس تكنولوجيات الإعلام والاتصال: لمّا وصلنا إلى درس المواقع الإلكترونية قلت للطلبة إن: “الصحافة الورقية” في طريقها إلى الزوال، وهي حقيقة لا يختلف عليها اثنان، فلا أحد قد أصبح يشتري الجريدة، ما دامت المواقع الإلكترونية توفر كل الأخبار والمعلومات. وبالفعل، وللأسف أن الكثير من الجرائد الورقية تكون قد اختفت من الأكشاك والمكتبات، بل إن الأكشاك والمكتبات تكون هي الأخرى قد بدأت في الاختفاء والمحظوظ من أصحاب هذه الأكشاك والمكتبات يكون قد بدأ في تغيير هذا النشاط التجاري غير الربحي بعدما أصبح الربح في المأكلولات والمشروبات، فلقد توقفت عند أكشاك تحولت من الجرائد والمجلات إلى الساندويشات كما تحولت مكتبات تبيع الكتب والجرائد إلى مطاعم بعدما تحولت الرفوف إلى موائد!!..

ها هي الصحف تزحف إلى المتحف، وإن كان المتحف لا يحتفظ إلا بالأشياء الثمينة، ولذلك فإن المتاحف هي المكان الطبيعي للجرائد والصحف، إن الصحافة التي بدأت بحرف ها هي تنتهي إلى رقم،  هذه الصحافة التي بدأت ورقية ها هي تنتهي رقمية !!!…

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top