غزة العام 2035
يحلم نتنياهو ومن معه من صهاينة “إسرائيل” والعرب معا، بتحويل قلعة المقاومة غزة، في آفاق العام 2035، إلى مدينة عربية رخوة تشبه مدن الخليج الزاخرة بالأبراج الشاهقة والمراكز التجارية الفخمة، لكن بشرط واحد ووحيد، هو أن تكون مثل دبي أو أبو ظبي أو غيرها من المناطق العربية، التي فقدت عروبتها وشهامتها، بحيث يتسنى لسكان غزة أن يعيشوا رغد العيش، ومياعة التربية والأخلاق، شريطة أن يتنكروا لأنفسهم وتاريخهم، ويتخلوا عن فكرة المقاومة، ويطردوا ويطاردوا حماس والجهاد وباقي فصائل المقاومة، تساعدهم في تلك المهمة المقدسة، قوات من دول عربية مطبعة مائعة، ليس لها من هدف في الحياة سوى مطاردة الرجال ومن فيهم رائحة الرجولة، حتى تعيش “إسرائيل” في أمن وسلام وتكون غزة، حائط الصد الأول في مواجهة كل أعدائها.
الفايدة:
أن المخطط الذي يراد بأرض الرجولة والشهامة غزة اليوم، هو نفسه المخطط الذي نجح وطبق مع عدد من الدول العربية التي طبعت ورضيت بالديانة “الإبراهيمية”، حتى بات هم الشعوب والحكومات التي تعيش في تلك البلدان، بطونهم وفروجهم فقط، بعيدا كل البعد عن قضايا الشرف والدفاع عن المقدسات وما إلى ذلك من بات يعد من “المحرمات” التي تستوجب تسليط أقصى العقوبات على أصحابها.
والحاصول:
إن رجال غزة الذين تربوا على المقاومة رغم المعاناة، لا يمكنهم أن يقبلوا بتحويل أرضهم إلى ما يشبه دبي أو أبو ظبي أو الرباط أو الدار البيضاء أو مراكش، لأنهم يدركون ضريبة هذا التحول على مستوى الرجولة والشرف لديهم، ويفضلون الموت على تلك الحياة الرخيصة.