الاثنين 06 مايو 2024

"الإخبارية" تسلط الضوء على العنف في المدارس وتكشف: 71 حالة عنف في الوسط المدرسي والفوارق الاجتماعية غذت الظاهرة

ⓒ 9935-3182

 

 

 

 

بات العنف المدرسي من الظواهر التي تؤرق المجتمع الجزائري، تتعدد أشكاله وأنواعه، وسط تخوف أولياء أمور التلاميذ الذين عبروا عن قلقهم، فما هي السبل المتاحة للقضاء على هذه الظاهرة الدخيلعلى المدارس؟.

 

سفيان العربي  

 

 

تجاوزت ظاهرة العنف المدرسي بالجزائر الخطوط الحمراء ولامست سقف الخطر الحقيقي بتحذيرات متواصلة لخبراء ومختصين في علم الاجتماعوما تخلفه من تداعيات استمرار بلغت فيها درجة استعمال الخناجر والسيوف وتسببت في جرائم قتل ما يثير قلق الأسر والمجتمع الجزائري ككل، في كل مرة تسجل فيها كوارث مماثلة.

 

العنف عندنا ليس ظاهرة جديدة أو ظرفية، ولا يمكننا القضاء عليه بالكلام والتنديد والردع فقط، ذلك أننا نعيش عنفا متفشيا في أنفسنا وذاتنا، وعنفا داخل الأسرة مع أهلنا وأبنائنا وفي الشارع بين أطفالنا، وعنفا في المدرسة والجامعة وبين الساسة والمثقفين، فجيل التسعينيات الذي بلغ اليوم سن العشرين عايش سنوات الدم والدمار والعنف والقتل بمختلف أشكاله وأنواعه، ولم يترعرع في ظروف عادية، كما أن العنف عندنا ليس فقط عنف مناصرين ومشاغبين أو في الملاعب والمدارس، بل هو أنواع وأشكال وأصناف، فهو إلى جانب التكسير والتدمير والاعتداء على الأشخاص والممتلكات والمرافق، عنف معنوي ولفظي ومادي، وعنف ماثل في ممارساتنا مع بعضنا من خلال الإقصاء والاحتقارواستغلال النفوذ لتحقيق المكاسب وتعميق الهوة بين شرائح المجتمع، وغياب ثقافة الحوار والتسامح على كل المستويات.
مع ذاتنا نمارس العنف ضد أنفسنا دون وعي، وتغيب الابتسامة عن وجوهنا مع أبنائنا وإخواننا في المنزل والشارع، وفي تعاملاتنا مع بعضنا البعض، وداخل الأسرة الواحدة يمارس الآباء والأمهات عنفا في ما بينهم ومع أبنائهم، ويغيب التحاور والتشاور والتواصل، وبالتالي تتولد العقد ومركبات النقص ويحتاج الأبناء إلى التنفس،وبما أنه لا متنفس إلا الملعب والشارع، فإنهم يخرٍجون فيهما كل ما استقر في أنفسهم من ترسبات عنيفة.

 

تعددت النظريات بشأن عدوانية الأطفال فبعضها يلقي اللوم على التربية المنزلية في حين يرجع آخرون هذا الأمر إلى البيئة المحيطة من أصدقاء وأقارب، والآراء حول المسألة، تجمع على أن الأطفال العدائيين لم يولدوا بهذه الحال.

 

وأكثر من يدعم النظرية هم معلمو الأطفال، الذين غالبا ما يقضي الأطفال معهم أوقاتا طويلة،أين يؤكد المعلمون أن هذا الأمر يكاد يكون واضحا إذ أن سلوك الأطفال العدواني يكاد يختفي إذ عولجت المشكلة السلوكية من جذورها.

 

 رأي الأساتذة

 

 

تحدث أحد معلمي المدارس الابتدائية ببلدية بئر خادم بالعاصمة، عن تجربته في هذا المجال فقال: “نواجه في المدرسة أطفالا شديدي العدوانية، يتعاملون بالعنف مع زملائهم في الصف”، مشيرا إلى أن مظاهر العنف تتنوع بين الضرب والإيذاء وتخريب مقتنيات زملائهم أو إخفائها إضافة إلى التحريض،وأضاف”أكتسب خبرة على مدى الأيام وبات على يقين بأن مواجهة عنف التلاميذ تأتي عبر تحليل المشكلة الكامنة وراء هذا السلوك وبالتالي يلجأ المدرس إلى مناقشة حالة التلميذ العنيف مع المرشد في المدرسة لمعرفة أوضاعه الأسرية، وأكثر ما يبعث على الحزن أن غالبية الأطفال العدوانيين يعيشون أوضاعا عنيفة داخل أسرهم ويتعرضون للتعنيف من الوالدين أو ممن يقوم مقامهما وغالبا ما تكون أوضاعهم الأسرية مشحونة بالخلافات والأجواء المتوترة ما يجعلنا نؤمن أن العنف لا يولد إلا مزيدا من العنف”.

 

 الاكتظاظ ونقص المرافق وراء العنف بين التلاميذ والأساتذة

 

 

ومن بين أسباب العنف اكتظاظ الصفوف ونقص المرافق الضرورية وانعدام الخدمات إضافة إلى العلاقات المتوترة والتغيرات المفاجئة داخل المدرسة كتغير المدراء والأساتذة من فترة زمنية لأخرى أو ترك المعلم واستبداله بمعلم آخر،كذلك إحباط التلاميذ والجو التربوي العنيف والاعتماد على الأساليب المنهجية القديمة التي لا تتماشى ومتطلبات العصر وعدم وجود لجان بيداغوجية لمتابعة التلاميذ ونقص البرامج الثقافية والترفيهية بالمدرسة بالإضافة إلى عدم وجود قوانين ولوائح واضحة تحكم عمل المؤسسات التربوية والافتقار إلى أنظمة تعالج مسائل الخلافات بين الأطراف الفاعلة في المؤسسة التربوية وعدم وجود رجال الأمن بالمؤسسات التربوية أو نقص كفاءاتهم أو عدم كفايتهم مقارنة بحجم المؤسسة وعدد التلاميذ،كما أن العنف المدرسي قد مس كل الأطوار التعليمية غير أنه كان أكثر انتشارا على مستوى المرحلة الابتدائية، وتمثلت أشكال العنف في نوعين أساسيين هما جسدي ولفظي،ويرجع العنف المدرسي بالدرجة الأولى إلى العوامل الأسرية المتمثلة في نمط التنشئة الاجتماعية والتفكك الأسري وبدرجة أقل إلى الظروف الاقتصادية المتمثلة في تدني المستوى المعيشي،والإقامة في الأحياء السكنية القصديرية.

 

 أستاذ رياضيات يعتدي على تلميذة جسديا ويدخلها غرفة الإنعاش

 

 ماذا تنتظر من أساتذة مرضى نفسيا في المؤسسات التعليمية وهم يحملون في محفظتهم أدوات للضرب وهم في حالة تأهب دائم،حدث هذا ببلدية بئر خادم وتحديدا بتقصراين الأسبوع الماضي، حيث ضرب أستاذ رياضيات تلميذة في الطور المتوسط بسبب تعسرها فهم طلاسم العمليات الرياضية التي تحل بالذكاء، ولكن كان الأستاذ منفعلا وضربها بقوة على وجهها وتسبب في إغماءها وإدخالها غرفة الإنعاش، كما حاولت “الإخبارية” زيارة المتوسطة ولكن قوبلت بغلق الباب في وجهها ورفض المديرة أو الأستاذ تقديم أي تصريح لنا.

 

  الأستاذ تعرض للاعتداء في صغره

 

 

ليس من المستبعد أن يكون المعتدون أنفسهم قد كانوا ضحية للعنف الجسدي في بيوتهم مدارسهم من قبل الأهل والكبار من أبناء عائلاتهم، سلوكهم العنيف والعدواني تجاه زملاءهم في المدرسة قد يكون محاولة منهم للتماثل مع المعتدي من الوالدين، أو ربما يكون وسيلة الضحية للتعويض عن المعاناة التي كانت من نصيبهم عن طريق تقلد دور المعتدي،ومع ذلك فإنه يبقى من واجب المدرسة، بمديرها وطاقمها التربوي، أن يحاولوا قدر المستطاع محاربة هذه الظاهرة الخطرة وعدم تجاهلها،بإمكانهم مثلا أن يقوموا بمناقشة الموضوع في دروس التربية،هنالك أيضا دور لوسائل الإعلام المحلية، التي يجب أن تأخذ دورها في التوعية حول هذه الظاهرة غير الإنسانية، والتي تمس بالكثيرين من الشباب والشابات وتسبب لهم الأذى النفسي وهم لا يزالون في مطلع حياتهم..أخيرا وليس آخرا، هنالك واجب أساسي على الأهل،عليهم أن يكونوا متنبهين وأن يحاولوا بقدر ما يستطيعون التأكد من أن أولادهم وبناتهم يجنون في المدارس ما يرجونه من فوائد علمية وتربوية ولا يتعرضون للعنف والعدوانية من بعض أترابهم،كما كشفت مصادر لـ”الإخبارية” من متوسطة بتقصراين أن الأستاذ الذي اعتدى على التلميذة هو أيضا كان يعتدى عليه في صغره -حسب تصريح بعض الأساتذة- الذين كانوا يدرسون معه في السابق.

 

 أستاذ يتعرض للضرب من طرف تلاميذه

 

 وليس ببعيد عن هذا الأستاذ أستاذ آخر يتعرض للضرب المبرح في ساحة عمومية من طرف تلاميذه تداولوا عليه بالركل في الشارع أمام الناس بالبليدة وألحقوا به ضررا وعجزا كبيرين، فأين نحن من الزمن الذي كان الطالب يختفي من الأساتذة في الأماكن العمومية والشوارع خوفا بل واحتراما سواء رجال أو نسوة بل مازالوا إلى حد الساعة يكنون لهم هذا الاحترام والتقدير وبقوا التلاميذ صغارا وطلابا في حضرتهم حتى وإن وصلوا إلى أعلى المراتب وأهم المناصب، فلم تلههم هذه كلها على ذلك الحس المعنوي بقدرهم ورفعة منصبهم فقد كانوا عظماء وبقوا كذلك في نظرهم ولهم الفضل بعد فضل الله في وصولهم إلى ما هم عليه اليوم.

 

 تلميذة تتعرض لقطع أذنها ببئر مراد رايس

 

 تعرضت تلميذة تبلغ من العمر ثماني سنوات إلى اعتداء بشع من طرف معلمتها ببئر مراد رايس التي قامت بشدها من أذنيها فقط لأنها ضحكت في القسم، هذا الشد أدى إلى حدوث قطع على مستوى الأذن ما سبب حالة ذعر في القسم بعد مشاهدة التلاميذ دماء زميلتهم وبعد إثبات حالة القطع من طرف الطبيبة تمت إحالة الملف على التحقيق.

 

 أستاذ يلصق الحلوى في شعر تلميذة

 

 

 

كما تعرضت فتاة أخرى للضرب بالعصا ولصق الحلوى في شعرها بالأبيار من طرف أستاذ مستهتر يحتفظ بالعصا والحلوى بخزانته الخاصة ليرهب بها تلاميذه.

 

 أساتذة يتعلقون بالطالبات

 

 

تشتكي الكثيرات من الطالبات اليوم من فن مغازلة الأساتذة حتى فأصبحن يقفن أمامهم في حرج دائم مادام فيهم ممن جاء يغازل تلميذته ويطاردها بنظراته الخبيثة وداس بذلك على الحشمة والحياء الذي كان من الواجب على الأستاذ أن يكنه للتلميذ وتبقى العلاقة بينهما علاقة دراسة وعلم وفقط كما فيهم من أصبح همهحضور المادة التي تدرسها أستاذة خاصة الشباب منهم،وبل الغريب في الأمر على حد قول الكثيرات منهن أن هذا الأستاذ يغازلهن حتى في الشارع وكأنهنمن سنه.

 

 أستاذة تاريخ وجغرافيا تضرب طفلا بوحشية

 

 

 

علمت “الإخبارية” من أحد التلاميذ ببلدية زرالدة أن أستاذة تدرس تاريخ وجغرافيا ضربت صديقه بوحشية مخلفة له كدمات في أنحاء متفرقة من جسمه،كما أن الطفل لا يعرف ما الذي اقترفهلتتعامل معه أستاذة بهذه الطريقة، مشيرا أن الطفل كان يتحدث مع زميله في القسم الأمر الذي جعل الأستاذة تستشيط وتنهال عليه ضربا. 

 

 حارس مدرسة ابتدائية يغتصب ثلاثة أطفال بباب الوادي

 

 

اعتقلت مصالح الدرك الوطني حارس مدرسة بباب الوادي بالعاصمة بتهمة اغتصاب ثلاثة تلاميذ لا يتجاوز سنهم 10 سنوات بعدما تقدمت أسر الضحايا بشهادات طبية تثبت الحالة النفسية التي هم عليها،وحسب تصريحات الأولياء “كنا دائما نخاف على أولادنا ولا نتركهم يلعبون في الشارع خوفا من تعرضهم لأي أذى ولم نتوقع يوما أن الأذى سيصيبهم داخل المدرسة”،هكذا بدأت أم أمين حديثها عن ابنها الذي تعرض للاغتصاب داخل المدرسة بباب الوادي.،واقعة الاغتصاب بدأت عندما طلب الطفل من المعلمة السماح له بالذهاب إلى المرحاض،وهناك وجد الحارس الذي يقوم بالتنظيف حيث تحول إلى كلب مسعور وقام باغتصاب الطفل وحتى أصدقائه أيضا،ويقبع الجاني حاليا في السجن بعد أن تقدمت عائلات الضحايا بشكاوى فيما لم تستطع عائلات أخرى التقدم إلى مصالح الأمن خوفا من الفضيحة.  

 

 

أولياء لا يثقون في مدراء المؤسسات

 

كشف لنا عدد من الأولياء التلاميذ بالمدارس المذكورة سالفا أنهم أصبحوا لا يثقون في الإدارة ولهذا يتجنبون تقديم الشكاوي للأساتذة هذا ما لمسناه من خلال حديثنا إلى بعضهم  ومنهم سيدة سبق وتعرضت إبنتها للضرب من طرف أستاذة ببلدية باش جراح،وعلى حد تعبيرها  فإن مدراء المؤسسات والأساتذة تربطهم علاقات مختلفة ما يصعب تطبيق أي عقوبة أو حتى فتح تحقيق.

 

  تغيير نمط الحياة يولد العنف لدى الأطفال

 

 

ويرد أخصائيو التربية على غرار الأستاذة بن عمار نفيسة، إلى أن أسباب وقوع الأطفال ضحايا العنف يعود إلى عوامل عدة أبرزها تغير نمط الحياة، فوسائل الرفاهية الزائدة التي أصبح الأهل يوفرونها للطفل بسخاء لا سيما إذا عاش الأب والأم حرمانا في فترة من فترات حياتهما وهذه الرفاهية المقرونة بالحماية المبالغ بها تضر بمناعة الطفل النفسية وصلابة شخصيته وتحد من قدرته على مواجهة الحياة.

 

ولكن من يرتكب العنف تجاه هذه النماذج الطفولية قد يأتي الولد الوحيد والمدلل على رأس القائمة لأنه تعود تأمين طلباته كافة بشكل مبالغ فيه بحيث يتحول إلى كائن أناني بشع ولا يتورع عن أذية رفاقه من دون أي شعور بالذنب أو الندم فهو يعتبر أن كل شيء مباح له ومسموح به وهو دائما على حق لاسيما عندما يرتكب الأخطاء ويجد من يبررها له ويلبي رغباته في الحصول على كل شيء مهما كانت وسيلته. 
وأضافت الأستاذة بن عمار نفيسة وهي مختصة في علم النفس التربوي،إن التلاميذ الذين تعرضوا للتعذيب النفسي والضرب المبرح والعنف اللفظي سيعيشون بعقدة طوال حياتهم خصوصا وأن عقل التلميذ صغير ومساحة مخه يمكنها أن تخزن كل ما يعيشه في المدرسة بوجه خاص، فضلا عن أنها مرحلة الطفولة والمراهقة هي أصعب المراحل التي فيها يتكون رجل وامرأة المستقبل. 
وأضافت بن عمار في تصريح لـ”الإخبارية“،إن التلميذ عندما يتعرض لمثل تلك الإهانات والعنف الجسدي ينجم عنها التبول اللاإرادي، والفوبيا من المدرسة وكره الدراسة طول الحياة، بل وأيضا يصبح عدواني وهناك من الحالات من أصبحوا مجرمين لأنهم تعرضوا للإهانة من طرف أستاذ أو معلم دفعهم إلى ارتكاب جرائم، لأن التلميذ مثل الورقة البيضاء يتأثر بخدش أسود وتتلطخ ذاكرته بالإهانات والضرب.

 

 71 حالة عنف في الوسط المدرسي

 

 

أكدت عميدة الشرطة ورئيسة مكتب حماية الطفولة بالمديرية العامة للأمن الوطني خيرة مسعودان، أنه تم الإبلاغ عن 71 حالة عنف بمختلف أنواعه في الوسط المدرسي خلال السداسي الأول لـ 2015 وهي نسبة ضئيلة مقارنة بحالات العنف المسجلة في المجتمع، وأوضحت المتحدثة أنه تم بالمقابل التبليغ عن 151 حالة عنف مدرسي سواء بين التلاميذ أو بين الأساتذة والتلاميذ أو مع أوليائهم خلال سنة 2013 خلفت 167 ضحية و182 متورطا، مشيرة بالمناسبة إلى أن العنف الجسدي هو أكثر انتشارا بالوسط المدرسي يليه العنف اللفظي، واعتبرت مسؤولة الأمن أن إهمال الأولياء وغياب الحس المدني وثقافة التبليغ لدى المواطن الجزائري شجع على استفحال الجريمة بشتى أنواعها، مذكرة بالمناسبة أنه يوجد 50 فرقة لحماية الطفولة على المستوى الوطني.

 

 رئيس شبكة ندى يطالب بمعرفة الأسباب  

 

ومن جهته، دعا رئيس شبكة ندى لحماية الطفولة عبد الرحمان عرعار في تصريح خص به “الإخبارية“، إلى تشريح الوضعية لمعرفة الأسباب التي أدت إلى تفشي ظاهرة العنف في المجتمع الجزائري، مضيفا إلى أن الخلل يكمن في تنفيذ الإستراتيجيات المسطرة لمعالجة الظاهرة، وقال في هذا الشأن أنه يجب غلق الثغرات القانونية والاهتمام بالمرافقة النفسية للقصر والضحايا لتفادي تورطهم مستقبلا في قضايا مماثلة،كما سجلت الجمعية العديد من التجاوزات المرتكبة من طرف المعلمين والتي تمثل في مجملها تجارب قاسية يمر بها التلاميذ وعائلات بأكملها وتركت بصمتها في ذكرياتهم البريئة.

 

الحل للتقليل من العنف

 

 

وللتقليل من ظاهرة العنف المدرسي تضمنت النصوص جملة من الحلول تمثلت في الحل القانوني الذي يقر باستحداث مادة في القانون تنص بعقوبات جد صارمة ضد من يمارس العنف على التلميذ ناهيك عن إجراء حوار ما بين الأساتذة والأولياء عند وضع أي مخطط لمواجهة العنف المدرسي.

 

أما عن كيفية المعالجة فالأساليب متنوعة، أولا ينصح الاختصاصيون بمعرفة وضع الطفل الذي يقبل بالتحول إلى ضحية عنف، كذلك معرفة وضع الطفل العنيف الذي يفتري على رفاقه وحتى على الأساتذة، فالمساهمة في حل هذه المشكلة ستدفع نحو تطوير العملية التعليمية في بلادنا، ذلك أن القضاء على العنف داخل أروقة المدرسة سيؤدي إلى انصراف الطلبة والمعلمين ومديري المدارس والمسؤولين إلى جودة تلك العملية وسيعطي مجالا لازدهار التربية والتعليم وفي مجالات المجتمع المدني المنشود، وخلق مدرسة تقوم على اللاعنف يعني في نهاية المطاف خلق شخص يحترم الإنسان وحقوقه، فالهدف الأساسي من التربية هو تحقيق النمو والتكامل والازدهار،كما أن بعض المعلمين ينتمون إلى أوساط اجتماعية تعتمد التسلط والإكراه في التربية وهم في المدرسة يعكسون حالتهم هذه،كما أن بعض المربيين لم تسنح لهم فرص الحصول على تأهيل تربوي مناسب ليتابعوا تحصيلهم العلمي فهم بذلك لا يملكون وعيا تربويا بطرق التعامل مع الأطفال وفقا للنظريات التربوية الحديثة.

 

 

رئيسة جمعية “الطفل البريئ”:غياب العقوبات ساهم في تأجيج الوضع

 

 

 

كشفت المناضلة ورئيسة جمعية الطفل البريء وهيبة تامر في تصريح لـ”الإخبارية”، أن كل شخص معني بتربية الطفل أولا والوالدين لهم دور قبل المدرسة والأساتذة، كما أن غياب التكوين -تضيف ذات المتحدثة- للأساتذة وحتى العمال بشكل العام زاد من حدة العنف داخل المدرسة، التي تعتبر بداية تنشئة الطفل، وغياب عقوبات الدولة ساهم في تأجيج الوضع، -والخلاصة حسب محدثتنا- أن كل من يلعب الدور الأساسي في إعادة القاطرة إلى نصابها هما الوالدين وجعل المؤسسات التربوية تتخلص من الظاهرة بالإخلاص في المسعى ولابد من الاهتمام والتعاون والفهم وتكوين الأساتذة خصوصا.”وبدون هذه العناصر الثلاثة لا نفلح في مسعانا، وإن الذين يتولون أمر العلاج ولهم الدور الفاعل هم بطبيعة الحال البيت، المدرسة والمجتمع، ومنظومة القوانين والقيم، فالقوانين هي العمليات الضابطة والملزمة، والمنظمة للحياة التربوية داخل المدرسة وخارجها، باعتبارها شريكا في المعالجة والتعاون على جعل المدرسة فضاء للراحة والمتعة والتحصيل والتنافس النزيه”،وتضيف ذات المتحدثة في ختام حديثها أنها تفتخر كثيرا بالمدرسة الجزائرية التي تخرجتأجيال من حضنها.

 

 أولياء التلاميذ يدقون ناقوس الخطر

 

 

ودقت جمعية أولياء التلاميذ ناقوس الخطر جراء انتشارظاهرة الاعتداءات الجسدية التي أصبح يتعرض لها تلاميذ وأساتذة عبر الوطن، حيث تجاوزت كل الخطوط الحمراء ووصلت إلى مرحلة الخطر الحقيقي،وحذر رئيس جمعية أولياء التلاميذ، أحمد خالد في اتصال هاتفي بـ”الإخبارية” من تداعيات استمرار العنف في المدارس بين التلاميذ وحتى الأساتذة، موضحا أنه يجب على وزارة التربية الوطنية وضع حلول وإجراءات استباقية داخل وخارج المؤسسات التربوية من خلال توفير الأمن وتنبيه الأساتذة بضرورة احترام التلميذ.  

 

ويبقى مفهوم العنف يأخذ الكثير من وقتنا وأصبح جزءا من واقعنا المعاش واقتحم مجال سمعنا وإبصارنا ليل نهار، حيثنسمع في كل يوم عن العنف الأسري والعنف ضد المرأة والعنف الديني والعنف المدرسي وغيرها من المصطلحات تحت نفس المفهوم،ولذلك يبقى السؤال: هل العنف المدرسي المتمثل في العنف من قبل المعلمين تجاه التلاميذ أم من قبل التلاميذ تجاه بعضهم البعض؟.

 

هذا وقد أصبحت مدارسنا تنوء بأعباء كثيرة يعرفها الجميع ولكن الوقوف واتخاذ موقف المستسلم المنهزم لن يخدم أي طرف من المجتمع،لذا من وخلال معايشتنا للواقع التربوي فإن الجيل الجديد أخذ يتجه نحو انحرافات لم نكن نسمع بها سابقا،فاعتداء طالب على مدرس أو طعن طالب لزميل له بسكين أثناء مشاجرة أو إدخال سكين في حقيبة مدرسية إلى الصف كل هذا كانت ضربا من الخيال سابقا ولكنها أصبحت أمور مألوفة في وقتنا الحاضر،صحيح أنها لم تصبح ظاهرة ولكن هناك حالات متعددة حدثت في مدارسنا لابد من دراستها وطرح أسباب حدوثها ووضع العلاج لها حتى لا تتكرر في حياتنا.

 

   

 

 

 

 

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top