السبت 27 أبريل 2024

ابن باديس والخرافة!!!…

بن باديس

حاول البعض أن يوهمنا بأن العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس من المدافعين عن الأمازيغية، وذلك في سياق البحث عن مبررات دينية واهية للخرافة

ⓒ بن باديس
كاتب صحافي

حاول البعض أن يوهمنا بأن العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس من المدافعين عن الأمازيغية، وذلك في سياق البحث عن مبررات دينية واهية للخرافة التي أصبحت تتغذى من الدين، وهم في الحقيقة يحاربون الدين بالدين واللغة باللغة أي الإسلام بالإسلام والعربية بالعربية، حيث يتقاسمون فيما بينهم الأدوار الشيطانية!.

إن الشيخ عبد الحميد بن باديس لم يقل أبدا الأمازيغية، ولكنّ القوم الضالين والمضللين إنما يقوّلون ابن باديس ما لم يقل، وإنما قد أخذوا منها كلمة حق أريد بها باطل، وهي تلك العبارة التي يقول فيها الشيخ في جريدة البصائر (إن أبناء يعرب وأبناء مازيغ قد جمع بينهم الإسلام)، والله لأمر مضحك أن يأتي دكتور، ومن الدكاترة من لا يعتبر ابن باديس عالما، فيقول لنا أن ابن باديس يقصد الأمازيغية بكلمة مازيغ ولكن شتان بين مازيغ والأمازيغية، فبين مازيغ والأمازيغية مساحات ومسافات تقدر بالسنوات الضوئية، ذلك أن ابن باديس قد قال أبناء مازيغ ولم يقل أبناء الأمازيغ، وإنما كان يقصد بأبناء مازيغ الكنعانيين مثلما كان يقصد بأبناء يعرب القحطانيين وهذه حقيقة تاريخية وليست خرافة، ولكن الخرافة أن الذين يقوّلون ابن باديس مالم يقل سرعان ما يكفرون بمقولة أبناء مازيغ مادام مازيغ هذا هو ابن كنعان والذي هو في النهاية عربي فينيقي!!..

يجب أن نعود إلى السياق التاريخي الذي قال فيه الشيخ عبد الحميد بن باديس مقولة أبناء يعرب وأبناء مازيغ، لقد قال ذلك ردا على السياسة الفرنسية الاستعمارية التي حاولت أن تفرق بين الجزائريين وتقسمهم إلى عرب وبربر، فكان الشيخ بالمرصاد، ليؤكد أن العرب والبربر في النهاية يعودون إلى أصل واحد من بني قحطان أو بني عدنان إلى بن كنعان، أي أن يعرب ومازيغ هم في الحقيقة أبناء عم بل إخوة، وذلك ما يخلده في نشيده الوطني الخالد: “شعب الجزائر مسلم/ وإلى العروبة ينتسب/ من قال حاد عن أصله/ أو قال مات فقد كذب”، ليختم هذا النشيد بالصيحة الخالدة: تحيا الجزائر والعرب، ففي البداية تحدث عن العروبة التي ينتسب إليها الشعب الجزائري وهي انتماء حضاري وفي النهاية يتحدث عن العرب أي النسب، والعلاقة بين الانتماء والنسب هي تلك العلاقة الجدلية بين الروح والجسد، فالعروبة هي الروح والعرب هم الجسد  وهل يتحرك جسد بلا روح!!..

إن قول عبد الحميد بن باديس أبناء يعرب وأبناء مازيغ، يعني أن الجزائريين إخوة، وهذه الأخوة تمتد إلى أبناء العمومة، فإن لم يكن الإخوة من صلب أب واحد، فهم في النهاية من صلب جد واحد، ذلك ما أراده من كلمة مازيغ عندما أرادت فرنسا أن تفرق بين أبناء الجزائر، أما كلمة الأمازيغية فلا علاقة لها بكلمة مازيغ، ولكن للأسف أن منطق الخرافة يقوم على قاعدة غوبلز: أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس، فلا يمكن للأكذوبة أن تصمد أمام الحقيقة، لا يمكن للخرافة أن تتحول إلى علم ونحن نحتفل بعيد العلم الذي يرمز إلى العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top