الثلاثاء 30 أبريل 2024

“تسبيح الهدهد”.. استراتيجية الزوايا لاقتحام عالم التكنولوجيا

الزوايا

صدر عن دار الحكمة للنشر والترجمة، كتاب "القوة الفاعلة.. الزوايا والمجتمع"، لمؤلفه عبد القادر باسين، الذي تناول فيه مجموعة من القضايا

ⓒ الزوايا

صدر عن دار الحكمة للنشر والترجمة، كتاب “القوة الفاعلة.. الزوايا والمجتمع”، لمؤلفه عبد القادر باسين، الذي تناول فيه مجموعة من القضايا والإشكاليات التي تعرف نقاشا في المشهد الجزائري، وبالذات علاقة مؤسسة الزوايا بمختلف الفاعلين الاجتماعيين.

وحسب مؤلف الكتاب، فإن المرحلة الراهنة التي يمر بها المجتمع الجزائري، تتطلب الإقدام على مساهمة فكرية تساعد المجتمع على فهم أوضح للزوايا، باعتبارها مؤسسات رافقت المجتمع منذ قرون خلال مسيرته التاريخية، وكانت الحصن المنيع الذي احتمى بها المجتمع من مختلف التحديات وحملات العدوان والاستعمار، كما أن هذه المحاولة كما يقول بإمكانها أن تسهم في ترقية أداء مؤسسات الزوايا في القيام بمهامها الروحية والثقافية والاجتماعية.

وقد تناول المؤلف، إشكالية علاقة الزوايا بالمجتمع عبر مجموعة من القضايا، منها مكانة الزوايا في عالم متغير عبر تقديم رؤية تأخذ في الاعتبار التحولات الجديدة التي يعرفها المجتمع والعالم في السنوات الأخيرة، كما تطرق إلى ما سماها بالعتبة الأخلاقية والتي تناول فيها الدور الروحي الذي تقوم به مؤسسة الزاوية، معرجا على ضرورة أن تكون الزوايا محل دراسات وأبحاث علمية تأخذ في الاعتبار رؤية النخبة العلمية لهذه المكانة والدور الذي تقوم به.

وفي المجالات الاجتماعية والثقافية تطرق عبد القادر باسين إلى مكانة الأجيال الجديدة، وبالذات الشباب في تعاطيه مع الزوايا، طارحا العديد من الافكار في توطيد التفاعل مع هذه الأجيال، ليعرج على التفاعل الاجتماعي عبر تطرقه إلى موضوع المجتمع المدني، جاعلا من النموذج الاجتماعي المتوارث في العديد من مناطق الجزائر، القاعدة الصلبة التي يمكن أن تؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ الجزائر يكون فيها للمجتمع المدني دور محوري، داعيا إلى انخراط الزوايا في العالم الجديد.

وبخصوص التحولات التي يعرفها العالم، خاصة ما يتعلق بموضوع ثورة الاتصالات والتدفق الاعلامي عمل المؤلف على تقديم رؤية سماها “تسبيح الهدهد” من أجل تناغم مؤسسات الزوايا مع الثورة التكنولوجية الاتصالية الحديثة والاستثمار فيها، محذرا من مغبة التأخر في التفاعل معها، ليتناول مفهوم المرجعية الوطنية التي تشغل الساحة الإعلامية والثقافية الجزائرية في السنوات الأخيرة، معتبرا أن المرجعية المقصودة هي المرجعية الآمنة والتي تجمع بين كل مكونات المجتمع الجزائري وتياراته، معتبرا أن المرجعية الوطنية توليفة قائمة على ثلاثية (المالكية – الأشعرية – الجنيدية)، التي تنتهجها الزوايا، تقتبس من رقائق محمد بلكبير وفتاوى أحمد حماني وتحفظات محمد الدرقاوي، ورحلات المغيلي، وتدقيقات عبدالرحمان الجيلالي وتنبيهات ابن باديس وتوسيعات ابن الحفاف وإرشادات بن سماية، وتبحر مع بلاغة الابراهيمي وبحوث بلعالم، وترث نصيبا من أوقاف أبي مدين الغوث وجهاد الحداد وعفاف فاطمة نسومر، ولا تغفل توضيحات سعد الله ووقفات العقبي ولا هندسة سيدي الكبير، ولا تستنكف أن تجاري كل صاحب فضل وكرامة، وهي تستقي من تلاوة الحزب الراتب، وجنان جلسات الذكر وحلقات وعظ الزهاد، وترتقي مع رحيق مواسم الخير، مرجعية تنتمي إلى علياء الشهداء وتعتز برفعة المجاهدين وتحتفي بالعلماء وتقتفي أثر الصالحين.

هذه التوليفة حسب المؤلف، أسهم كل فاعل من فواعلها في الدفاع عن الجزائر وقدم جهده حسب تصوراته في خدمة الأمة والمجتمع، مؤكدا أن هذا التنوع شكل التراكم النوعي الذي يمكن الاستثمار فيه، وعليه يمكن أن تبنى مشاريع جديدة تستجيب للتحديات الراهنة التي تواجه المجتمع الجزائري اليوم.

@ بقلم: إسماعيل علال

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top