الجمعة 10 مايو 2024

ماذا ينفع الصيام والقيام؟

ماذا

إن كل من وقف إلى جانب الظلم والعدوان على المسلمين لن تنفعه صلاته ولا قيامه وكل من تخندق إلى جانب الكيان وطبّع معه وأعانه على إخوانه

ⓒ ح.م
كاتب صحفي

لأول مرة يؤرقني مثل هذا السؤال، ولا تطير نفسي وروحي فرحا لقدوم شهر رمضان كالعادة، لأن جزءا عزيزا من أمة الإسلام في غزة يعيش المجاعة والإبادة، فماذا سينفع الأمة صيامها وقيامها وهي ترى ملايين المسلمين يذبحون منذ أكثر من خمسة أشهر، ويجوع أطفالهم حد الموت، ولا يجد كبارهم غير الحشيش وما تبقى من أكل الدواب للبقاء على قيد الحياة؟ إنه سؤال مؤلم وقاس، علينا مواجهته بصدق ونحن نتسابق إلى المساجد للصلوات والتراويح، أو ونحن ندخل الأسواق لنشتري ما لذ وطاب، ثم نجلس إلى موائدنا العامرة لنأكل ونملأ البطون في مثل هذه الظروف. أعتقد أنه امتحان صعب وعسير للأمة مجتمعة، كما أنه امتحان لكل مسلم ليرى ما قدمه للقضية ولو بالدعاء كأضعف الإيمان؟.

الفايدة:

إن كل من وقف إلى جانب الظلم والعدوان على المسلمين لن تنفعه صلاته ولا قيامه، وكل من تخندق إلى جانب الكيان وطبّع معه وأعانه على إخوانه، أو حتى سكت عن جرائمه، عليه أن يراجع إيمانه بالله، وأن يرى ما إذا كان صيامه لن يناله عند الله إلا الجوع والعطش.

والحاصول:

فقد أجابت الأبيات التي رددها الملثم أبو عبيدة في خطابه الأخير، وهي للإمام العابد المجاهد عبدالله بن المبارك، إلى الفضيل بن عياض، الملقب بـ”عابد الحرمين”، لشدة ورعه واعتكافه بين مكة والمدينة، والتي يحثه فيها على الجهاد في الثغور بدل العبادة، على هذا السؤال الخطير حين قال:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا

لعلمت أنك في العبادة تلعب

من كان يخضب خده بدموعه

فنحورنا بدمائنا تتخضّب.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top