الخميس 09 مايو 2024

لا تراهنوا على مصر

لا تراهنوا على مصر

لقد تم تقزيم مصر العظيمة إلى الحد الذي لم تعد معه قادرة على فعل أي شيء

ⓒ إي بي أيه
كاتب صحفي

يتمنى الكثيرون، من فلسطينيين وعرب وغيرهم، أن يقوم النظام المصري بفعل شيء، وأن يتحرك باتجاه منع حمام الدم الجديد الذي تهدّد به “إسرائيل” في رفح، مستندين في ذلك إلى أن العملية هذه المرة، تهدّد الأمن القومي المصري مباشرة، وأن عدم تحرك مصر بقوتها وجيشها ومكانتها في هذه الحالة، يعني نهاية النظام والدولة في مصر، إلا أنني أقول، واستنادا إلى السوابق الماضية للنظام المصري الحالي، وطريقة تعامله في ملف معبر رفح، لا تراهنوا على مصر أبدا؛ فالسيسي الذي سبق ونصح الصهاينة بتهجير الغزاويين إلى صحراء النقب بدل سيناء، يبدو أنه لن يحرك ساكنا، كما تكشف التسريبات الإعلامية الصهيونية نفسها، إذا ما استكمل جيش الكيان احتلاله لرفح المكدسة باللاجئين، تماما كما لم يحرك ساكنا وهو يشاهد تدمير شمال القطاع ووسطه وجنوبه، وتجويع الأطفال والنساء والشيوخ، وأن طلبه الوحيد هو أن لا يتم التهجير إلى سيناء، أما القتل والتشريد والتجويع والتهجير إلى داخل القطاع أو إلى صحراء النقب أو حتى إلى جزر “الهونولولو” فلا يعني له شيئا.

الفايدة:

أن النظام المصري الذي عجز عن إغاثة الجائعين والمحاصرين بربطة خبز أو كوب ماء إلا بإذن الصهاينة، لن يقدر بالتأكيد على مواجهة الصلف الصهيوني عسكريا، ولا حتى سياسيا بإسقاط اتفاقية العار “كامب ديفيد” كما تدعي بعض التقارير المغلوطة، وسيكتفي في النهاية بمشاهدة المجزرة التي تجري أمام عينيه في صمت.

والحاصول:

لقد تم تقزيم مصر العظيمة، إلى الحد الذي لم تعد معه قادرة على فعل أي شيء، لذلك لا تمنوا أنفسكم كثيرا، ولا تراهنوا لا على مصر ولا على غيرها، بعد أن تخاذل وتواطأ الجميع في جريمة العصر هذه، ولم يبق للمحاصرين والمشرّدين إلا الله.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top