السبت 27 أبريل 2024

من الأسر إلى القصر

من الأسر

لم يكن من السهل أن يخرج مترشح معارض في السنغال وهو باسيرو ديوماي فاي من السجن ويشارك في الانتخابات الرئاسية ويفوز بها على مرشح الائتلاف الحاكم

ⓒ بلومبرغ
كاتب صحافي

لا يجب أن تمر التجربة الديمقراطية السنغالية مرور الكرام خاصة من طرف وسائل الإعلام، بل يجب التوقف عندها من أجل أخذ العبر والدروس في العمل السياسي وفي الديمقراطية وفي النضال السلمي، بل إن السنغال من خلال الانتخابات الرئاسية تعطي صورة رائعة عن إفريقيا التي لطالما وُصفت بالفقر وبالتخلف وبالعبودية وبالانقلابات، وهي صورة نمطية كان من الصعب أن تتحرر منها إفريقيا السوداء أو السمراء!.

لقد سبق لدولة جنوب إفريقيا أن أعطت العالم صورة مغايرة عن القارة الإفريقية؛ فهي بعدما كانت ترمز إلى العبودية والعنصرية أصبحت ترمز إلى الحرية وإلى التحرر، وذلك من خلال المناضل التاريخي الرمز نيلسون مانديلا الذي استطاع بنضاله التحرري أن يقضي على النظام العنصري الاستعماري ويجعل البيض والسود على قدم المساواة، وبعدما قضى أكثر من ربع قرن في سجون الأبارتيد أو التمييز العنصري، استطاع أن يدخل الانتخابات الرئاسية ويفوز بها لتدخل بعدها دولة جنوب إفريقيا التاريخ من أبوابه الواسعة.

وها هي التجربة السنغالية تقدم للعالم وللبشرية درسا آخر في الديمقراطية، حيث لم يكن من السهل أيضا أن يخرج مترشح معارض وهو باسيرو ديوماي فاي من السجن ويشارك في الانتخابات الرئاسية ويفوز بها على مرشح الائتلاف الحاكم، يعني كل هذا أن إفريقيا تكون قد ودعت الانقلابات العسكرية بلا رجعة ودخلت عهد الديمقراطية مثل بقية الدول الديمقراطية في العالم.

لقد كان السائد في إفريقيا، أن الرئيس يأتي بالانقلابات وليس بالانتخابات، وبالانتخابات المزورة يخلد في القصر، ولا يغادر العرش إلا في النعش، ولكن ها هي التجربة السنغالية وقبلها التجربة الجنوب إفريقية تخرج الرئيس من الأسر إلى القصر!!!…

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top