الأربعاء 08 مايو 2024

محامي الشيطان

الشيطان

المثقف يقف وهو في الحقيقة من غير موقف ضد كل ما يرمز إلى الأمة من شعائر ومشاعر

ⓒ ح.م
كاتب صحافي

كثيرا ما نتحدث عن تطرف الجاهل المتدين ونغض الطرف عن المثقف المتعلم المتعلمن، وفي الحقيقة التطرف الثاني أخطر من التطرف الأول، وقد لا يحدث ذلك إلا في الجزائر حيث ترى المثقف يقف، وهو في الحقيقة من غير موقف، ضد كل ما يرمز إلى الأمة من شعائر ومشاعر!.

إذا جاء عيد الأضحى المبارك، تجده يسخر من المضحين ويتعاطف مع الأضاحي من الخرفان، فهو لا يطيق رؤية منظر الدم ولذلك تراه يتصدق بثمن الأضحية على الفقراء، ولكنه عندما يدعى إلى الموائد فهو يفضل المشاوي على بقية الأطباق، ومنهم من يصف أصحاب الأضاحي بالمتخلفين وبالبدو الذين يفسدون المدينة بصياح الكباش ومناظر الدماء التي تلطخ الطرقات، ومع ذلك فإنه لا يتردد في أن يرمى قنينة المشروبات الكحولية والمعدنية من سيارته الفاخرة.

ولذلك ليس غريبا، ما إن هلّ على الأمة هلال رمضان حتى عاد هذا المثقف المتعلم المتعلمن إلى سيرته القديمة، فلقد راح يستنكر قراءة القرآن في صلاة التروايح والتي تنبعث من مكبرات الصوت عبر المساجد، وللأسف فلقد قرأت ذلك من أحد المثقفين المتفلسفين والأصح المفلسين حيث ادعى أن قراءة القرآن عبر مكبرات الصوت تزعج السياح الأجانب، فيا ترى من منكم رأى سائحا أجنبيا يزور الجزائر في شهر رمضان، بل خيل إلي أننا بلد سياحي بامتياز!!..

يا أيها المثقف المتعلم المتعلمن، إن السائح الأجنبي أكثر منك احتراما للشعائر والمشاعر، فلا تتحول إلى محام عن الشيطان في الوقت الذي صفد فيه هذا الشيطان، ومن غيرُك الشيطان؟؟..

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top