السبت 27 أبريل 2024

لا “حياء” لمن تنادي

حياء

عجزت الأمة عن نصرة مليوني مسلم معرضين للإبادة قصفًا وتجويعًا ولو بنصف رصاصة أو ربع رغيف من الخبز

ⓒ أسوشيتد برس
كاتب صحفي

كنا نقول في الماضي عن المتخاذلين والجبناء بأنه “لا حياة لمن تنادي”، لكن بعد حرب غزة وما يحصل فيها الآن من مجازر وحرب تجويع وصلت إلى العظم لأكثر من مليون مسلم غزاوي، صار علينا الآن استبداله بمقولة “لا حياء لمن تنادي”؛ فالذين خانوا والذين باعوا والذين تآمروا مع العدو، ليسوا أمواتا بالمعنى الفيزيولوجي، ولكنهم أموات بالمعنى الأخلاقي المتعلق بعدم وجود الحد الأدنى من الرجولة والشرف، وإني لأتساءل كيف يمتلك حكام المنطقة المنخرطون في هذه الجريمة المروعة في غزة، والتي تجاوزت القتل الجماعي بالقنابل إلى القتل الجماعي بالتجويع ونحن نقترب من شهر رمضان، الحد الأدنى من الشرف والرجولة حتى يمكن تصنيفهم ضمن دائرة الإنسانية؟ الإجابة هي ببساطة لا حياء لدى هؤلاء في الوقوف أمام شعوبهم بل ومخاطبتهم والحديث عن دعم فلسطين، بينما يقومون في الغرف المظلمة بتأليب العدو على الفلسطينيين ويطالبونه بالتخلص منهم والأدلة على ذلك كثيرة جدا.

الفايدة:

في ظل حرب التجويع العلنية التي يقوم بها الكيان ضد سكان غزة، كان رد بعض الحكام بفتح جسر بري للصهاينة عبر الإمارات والسعودية والأردن لتزويدهم بالخضار والمؤن، بعد حصار الحوثيين للبحر الأحمر، بينما أهلنا في غزة أحق بجسر بري وآخر جوي لإغاثتهم قبل فوات الأوان، فهل بقي بعد هذا أي حديث عن الحياء داخل الأمة؟.

والحاصول:

عندما كانت الأمة أمة تحكم بشرع الله، كانت تقيم حروبا طاحنة وتدفع بجيوش جرارة نصرة لامرأة مسلمة واحدة استغاثت لشرفها في أقاصي الروم، أما في عصر الدياثة هذا، حيث الحكم للمخنثين والبلداء والخائنين، الحاكمين بشريعة إبليس، فقد عجزت الأمة عن نصرة مليوني مسلم معرضين للإبادة قصفا وتجويعا، ولو بنصف رصاصة أو ربع رغيف من الخبز.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top