الجمعة 10 مايو 2024

الهدنة هزيمة أخرى

الهدنة

عندما تلجأ حكومة الكيان الصهيوني مرة أخرى إلى الهدنة مع المقاومة الفلسطينية فذلك يعني أن قوات جيش الاحتلال قد أصبحت على درجة كبيرة من الضعف

ⓒ ح.م
كاتب صحافي

عندما تلجأ حكومة الكيان الصهيوني مرة أخرى إلى الهدنة مع المقاومة الفلسطينية، فذلك يعني أن قوات جيش الاحتلال قد أصبحت على درجة كبيرة من الضعف وهو ذلك الضعف الذي يعكس حالة الإفلاس السياسي التي وصلت إليها حكومة بنيامين نتنياهو في تل أبيب، وفي الحالتين فإن إسرائيل هي الخاسر الأكبر على الرغم من التفوق العسكري وعلى الرغم من الدمار الشامل الذي خلفته قوات الاحتلال في غزة.

لقد توعدت “إسرائيل” منذ بداية معركة طوفان الأقصى بالقضاء على عناصر المقاومة الفلسطينية في قطاع عزة مثلما وعدت مواطنيها أو مستوطنيها بتحرير الأسرى الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية، ولكنها لم تتمكن في النهاية من القضاء على المقاومة مثلما لم تتمكن من تحرير أي أسير، بل إن قوات جيش الاحتلال كادت تفقد في المائة يوم الأولى من الحرب ما يقارب الألف جندي وخاصة بعدما غرقت في مستنقع الحرب البرية والتي كانت بمثابة المصيدة التي وقعت فيها والتي لم تخرج منها إلا بالانسحاب والذي هو في حقيقة الأمر فرار!!..

إن الهزيمة السياسية تكون أنكى من الهزيمة العسكرية، ففي المرة السابقة كانت تل أبيب هي التي اضطرت أن تذعن صاغرة أمام المقاومة الفلسطينية التي راحت تملي شروطها على الحكومة الإسرائيلية، ولعلها هذه المرة وأمام الرأي العام في الداخل وفي الخارج تريد أن تحفظ ماء الوجه بالهدنة التي تريد بها أن تنهي الحرب حتى لا تظهر بمظهر المنهزم، إنها الهدنة التي ليست سوى هزيمة أخرى تضاف إلى سجل الهزائم المرة أمام المقاومة الفلسطينية الباسلة في غزة الصامدة التي تعرف في كل مرة كيف تنهض من تحت الرماد.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top