الثلاثاء 30 أبريل 2024

تونس تكتشف كوكب “بنغلادش”

تونس

قد انتقلت تلك الأبواق في تطاولها على تونس شعبا وحكومة ودولة وتاريخا، من دائرة اتهام الدولة التونسية بالتبعية للجزائر، وأنها دولة بلا سيادة،

ⓒ تونس
كاتب صحفي

أخيرا اكتشف إخواننا التوانسة ما يسميه الجزائريون بـ”كوكب بنغلادش” كناية عن دولة العياشة والمخازنية ولا أقول المغرب، فبمجرد أن استقبل الرئيس قيس سعيد الزعيم إبراهيم غالي في منتدى التعاون الياباني الأفريقي (تيكاد)، حتى انطلقت سيمفونية البذاءة المخزنية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتشنف أسماعهم بما لم يألفوا من قبل سماعه وبلغة ينقصها الكثير من اللباقة والتربية، إلى الحد الذي يقف فيه إخواننا التوانسة اليوم في حالة صدمة حقيقية، وقد انتقلت تلك الأبواق في تطاولها على تونس شعبا وحكومة ودولة وتاريخا، من دائرة اتهام الدولة التونسية بالتبعية للجزائر، وأنها دولة بلا سيادة، وتحول قيس سعيد من رئيس إلى “انقلابي” وإلى “دمية جزائرية”، والمطالبة بمقاطعتها اقتصاديا وحتى سياسيا.. إلى بذاءات حقيقية بلغة الشوارع طالما حذرنا نحن في الجزائر من خطورتها على وحدة الشعوب المغاربية وعلى انسجامها وتلاحمها، لأن تلك الهجمات البذيئة تعتمد حرفيا أسلوب دس الضغائن وزرع الفتن التي يتقنها الصهاينة لتفتيت الأمة من الداخل، وقد تبناها اليوم المخزن وأدواته بشكل كامل خاصة منذ أن تم إخراج التطبيع الذي كان سريا الى العلن.

الفايدة:

ستكتشف الآن بعض النخب التونسية المعادية للطرح الجزائري في موضوع الصحراء الغربية، أنها كانت على ضلال باتباعها للأطروحة المخزنية، وسيكتشف معها الشعب التونسي الطيب حجم الفجور في الخصومة الذي يميز هذا النوع من ساكنة بنغلادش المغاربية، ولو أني شخصيا أشك في أن يتراجع أمثال الرئيس السابق المنصف المرزوقي، الذي يمثل رأس النخب التونسية المرتبكة فكريا، المعارضة لقيس سعيد في تونس والمؤيدة لمحمد السادس في المغرب، عن عقد الشراكة التي تربطهم بمنظومة المخزن الاستخبارية تماما كما هي حال معارضة الخارج الجزائرية سواء بسواء.

والحاصول:

ستبقى تونس الخضراء سندا دائما للجزائر كما هي الجزائر دائما سندا لتونس، تجمعهما النخوة والشرف ورفض التطبيع والذل، أما مصدر الذل والتطبيع والخيانة في منطقتنا المغاربية فإننا نقول له بالمختصر المفيد: دير عشرة واقرص، والكلب إذا نبح ما عض ما جرح.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top