السبت 11 مايو 2024

الأرض والفلاح!!!…

الأرض

اليد الجزائرية العاملة في الحقل الفلاحي لم تعد تتجاوز نسبة العشرين في المائة ولولا المهاجرين من الجيران الأفارقة وخاصة من مالي والنيجر لم نعد نجد ما نأكل

ⓒ ح.م
كاتب صحافي

هالني كثيرا ما قاله أحد المسؤولين الفلاحيين في ولاية فلاحية ساحلية، حيث أكد أن اليد الجزائرية العاملة في الحقل الفلاحي لم تعد تتجاوز نسبة العشرين في المائة ولولا المهاجرين من الجيران الأفارقة وخاصة من مالي والنيجر لم نعد نجد ما نأكل، فيا لها من طامة كبرى!.

تعني هذه الحقيقة المرة أن نسبة ثمانية في المائة أو أكثر من ثلاثة أرباع الجزائريين يأكلون ما لا يزرعون، خاصة بعد أن هجر الشباب الفلاحة وأصبحت القرى الفلاحية مثل الأطلال البالية، وبعدما أصبحت الثورة الزراعية من أدبيات الميثاق الوطني الأول والميثاق الوطني الثاني، ولقد بارت الكثير من الأراضي الفلاحية وعلى سبيل المثال وللأسف الشديد والقاتل أن أراضي سهل متيجة التي كانت تطعم فرنسا وحتى أوروبا قد تحولت إلى مناطق صناعية بيعت بأبخس الأثمان، واليوم لم تعد أوروبا كلها تكفي الجزائر من الغذاء خاصة عندما يتعلق الأمر بالقمح.

والأدهى والأمر أن الفلاحين المستفيدين من المستثمرات الفلاحية هم أيضا قد تنازل الكثير منهم عن مستثمراتهم الفلاحية وغيروا طبيعتها الفلاحية وهي الأخرى قد غزاها الإسمنت المسلح وكأنها قد تعرضت إلى غزو أجنبي ولكنه غزو يأياد داخلية، هذه الأيادي التي شلت ولم تعد تأكل مما تزرع، وعليه لم يعد من حقنا أن نحتج على ارتفاع أسعار الخضروات، فهي عندما يصبح الأجنبي يزرع لنا أرضنا تكون قد أصبحت في حكم البضاعة المستوردة بل من الواجب أن نشتريها بالعملة الأجنبية من سوقنا الوطنية!!..

لقد سقط شعار “الأرض لمن يخدمها” فذلك لم يعد سوى أكذوبة، بل أين ذهبت أموال الدعم الفلاحي، ومع ذلك فإن ضرع الصحراء الذي يتمثل في البترول مازال يدعم سعر الخبز وسعر الحليب في انتظار دعم كبش العيد الروماني، يا حسرتاه علينا، لقد مضى زمن الأرض والفلاح ورحم الله أحمد وحيد!!!…

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top