الثلاثاء 30 أبريل 2024

الصلح بين الزوجين !!!…

ⓒ ibrahim-karali
كاتب صحافي

أصبح الكثير من الناس، وقد تساوى في ذلك العلماء والجهلاء، يرددون العبارة القرآنية “الصلح خير” على إثر الجريمة البربرية التي ذهب ضحيتها الشهيد جمال بن إسماعيل حرقا وتنكيلا في مدينة الأربعاء بولاية تيزي وزو والتي قدم إليها من مدينة مليانة بولاية عين الدفلى من أجل المشاركة في إطفاء حرائق الغابات التي أضرمتها المنظمة الإرهابية في هذه المنطقة !.

وبالفعل، فقد أصبحت الوفود تلو الوفود تتهاطل على بيت الضحية، والجميع يردد الصلح خير من أجل إخماد نار الفتنة، ولكن من الفطنة أن نقول أن إخماد نار الفتنة لا يتم بمثل هذه الطريقة حتى ولو كانت النيات حسنة ولا نشك فيها، ولكن للأسف فإن الطريق إلى جهنم كثيرا ما يكون معبدا بالنيات الحسنة. وبالفعل فإن الصلح خير ولكن ليس بين القاتل والمقتول ذلك أن الأمر لا يتوقف عند الدية التي يقدمها أهل القاتل إلى أهل القتيل، غير أنني قد عجبت من الذين يسعون بين الأربعاء والخميس وهم في كل مرة يرددون العبارة القرآنية الصلح خير، وكأن الأمر يتعلق بامرأة خرجت غاضبة من بيت زوجها إلى بيت أهلها ثم سارع القوم إلى الصلح أو إلى الإصلاح، لكي تعود هذه المرأة الغضبانة إلى بيت الزوجية !!..

يا جماعة، إن العبارة القرآنية الصلح خير قد وردت في الصلح بين الزوجين أي بين الرجل والمرأة وليس بين القاتل والمقتول، ألم ينتبه هؤلاء أن هذه العبارة القرآنية قد وردت في سورة النساء وبالضبط في الآية الثامنة والعشرين بعد المائة، حيث يقول الله تعالى : ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).

لا يجب أن نأخذ من القرآن فقط ما يتلاءم مع هوى أنفسنا على طريقة ويل للمصلين، كما يقول الشاعر أبي نواس في خمرياته، نعم الصلح خير بين الزوجين، ولكن في حالة القتل فالله يقول : (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فيا جماعة الصلح خير ، نحن أمام جريمة قتل بربرية وليس أمام مشكلة زوجية !!!…

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top