الثلاثاء 30 أبريل 2024

علماء الإسلام أسهموا في بناء الحضارة الغربية

الحضارة

احتضنت قاعة المحاضرات بجامعة يحيى فارس بالمدية ملتقى وطنيا نظمته فرقة بحث "التفكير العلمي ومناهج البحث في الحضارة الإسلامية"

ⓒ الحضارة

احتضنت قاعة المحاضرات بالمصالح المشتركة في القطب الجامعي بجامعة يحيى فارس ولاية المدية ملتقى وطنيا نظمته فرقة بحث “التفكير العلمي ومناهج البحث في العلوم العقلية في الحضارة الإسلامية”، وذلك بالتّنسيق مع مخبر الدراسات المتوسطية عبر العصور.

هذا الملتقى الهادف الذي يحمل عنوان: “التفكير العلمي ومناهج البحث في العلوم العقلية ودراستها في الغرب الإسلامي من القرن 7م حتى القرن 15م”، سعى من خلاله رئيس الملتقى البروفيسور توفيق مزاري عبد الصمد رفقة أعضاء اللجنة العلمية من الأساتذة والباحثين إلى إبراز الدّور الفعال لعلماء الإسلام في تأسيس المناهج العلمية ولا سيما في الغرب الإسلامي.

وأثار الملتقى عدّة نقاط مهمّة حول أهمية مناهج البحث العلمي بالغرب الإسلامي ومدى تأثيرها في تطور العلوم الكونية، إضافة إلى تسليط الضوء عن إسهامات حضارة الغرب الإسلامي في بناء المناهج العلمية الحديثة، مع التعريف بأشهر مؤسسي مناهج العلوم العقلية بالغرب الإسلامي.

شارك في الملتقى عددٌ من الأساتذة والباحثين والطّلبة الدكتوراليين، وذلك إمّا حضوريا أو عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، وبعد قراءة القرآن والاستماع للنشيد الوطني، تحدّث مدير مخبر الدراسات التاريخية المتوسطية عبر العصور: البروفيسور الغالي غربي عن أهمية الملتقى وقيمته الحضارية، وتطرق بعده رئيس الملتقى البروفيسور توفيق مزاري عبد الصمد في مداخلته الافتتاحية إلى قضية انتقال المناهج العلمية الإسلامية إلى الغرب الأوربي بين النقل والانتحال.

وتكلّم من خلال مداخلته عن منهج الأمانة العلمية الذي أصَّلت له الحضارة الإسلامية في العلوم النقلية والعقلية، مستشهدا بنقولات عن المستشرقين والكُتاب الغربيين الذين شهدوا للحضارة الإسلامية بذلك.

وتوقَّف بنا البروفيسور مزاري عند مرحلة ترجمة العلوم إلى العربية وما اتّسم به التراجمة المسلمون من الدقّة والكفاءة ناهيك عن المصداقية، بيّن كيف طوّر علماء الإسلام ما أخذوه عن الغرب وأضافوا إليه الشيء الكثير.

كما تعرّض الباحث موسى هيصام إلى علم الميكانيكا عن علماء الغرب الإسلامي وكيف كان للمسلمين الكثير من الإسهامات التي أفادت أوروبا في عصر نهضتها وما بعده، وبعده تناول الأستاذ بوعقادة عبد القادر موضوع إسهامات علماء المغرب الأوسط في مناهج التفكير العقلية والنقلية، وفي مداخلة أخرى أشار الدكتور بغداد سحيري إلى أثر الكتابات الإسلامية في الطب الحديث، أمّا الأستاذ الدراجي بلخوص فتوقّف بنا عند علماء قسنطينة مبرزا دورهم البنّاء في العلوم العقلية، كما ذهب بنا الأستاذ عبد العزيز حاج كولة إلى بلاد الأندلس وأشار إلى المصنفات التي تناولت علم الفلاحة وكيف اتّسمت بمنهج علمي فريد.

فيما تحدّث الأستاذ تقي الدين بوكعبر عن المخطوطات العلمية العربية الإسلامية بمكتبة الاسكوريال الإسبانية وقيمتها الكبيرة، أمّا الدكتور العربي بوبكر فاختار شخصية علمية لها دور في العلوم العقلية وهي شخصية أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي. بينما أشار الأستاذ حمزة حاجي إلى الحركة الفكرية في عهد الدولة الموحدية منوها بالعلوم العقلية، وأعقبه الأستاذ حميد كريتلي الذي أشار إلى دور علماء بجاية في العلوم العقلية.

أدار جلسات الملتقى أساتذة أفاضل على غرار البروفيسور موسى هصام والأستاذ العربي بوبكر، حيث استفاد الحضور ولا سيما الطلبة من الدّرر التي جادت بها قرائح المتدخّلين، وبعدها أتيحت الفرصة إلى المناقشين، قبل أن يختتم الملتقى فعالياته بتلاوة التوصيات التي أكّدت على ضرورة توسيع نطاق الاستثمار في الأفكار والمعلومات التي وردت في هذا الملتقى مع التأكيد على ضرورة نشر مداخلاته القيمة.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top