الأحد 28 أبريل 2024

عقلية “الشواكر”

الشواكر

ليس "الشيكور" في الجزائر هو فقط لاعب كرة قدم تخفق لأقدامه قلوب الملايين من الأنصار.. قبل أن يصفعهم على وجوههم وهم في غمرة الفرح

ⓒ الشواكر
كاتب صحفي

ليس “الشيكور” في الجزائر هو فقط لاعب كرة قدم تخفق لأقدامه قلوب الملايين من الأنصار.. قبل أن يصفعهم على وجوههم وهم في غمرة الفرح بالأهداف المسجلة.
الشواكرة في الجزائر كثرٌ لا يعدّون ولا يحصون..

إنهم أيضا المدرب من جماعة ” تيزيفو”.. والجمركية من جماعة “ديسيديت”! وقائد الباخرة أو الطائرة الذي أطلق “كفرية” بأن الناقلة ستغادر فارغة كما لو أنها ملك والديه.

“الشواكر” عندنا ليسوا فقط عصابات الأحياء التي تتقاتل بالسيوف وتفرض منطق الغابة على المواطنين المساكين. بل هم أيضا الجماهير التي تعتدي على الشرطة .. وجماعات الباركينغ وعصابات الشواطئ والزطايلية وباعة السوق السوداء.. وغيرهم كثير جدا، لأن الأمر يتعلق بعقلية حب الظهور والسيطرة كنتيجة طبيعية لحالة الاستبداد السياسي والمجتمعي التي فرضت نفسها فرضا.

الفايدة:

إن “الشواكر” في الجزائر لا يرتبطون بمهنة أو وظيفة بعينها بل هم منتشرون في كل القطاعات بداية من الأسرة التي يتشوكر فيها الرجل أو المرأة على الطرف الآخر .. مرورا بالبوّاب الذي يتشوكر على الناس لأنه يمتلك فرصة إذلالهم قبل السماح لهم بالدخول إلى المدير أو الوزير.

والحاصول:

إن عقلية التشوكير هي التي تدفع بالمسؤولين ليطحنوا الشعب المقهور بالطوابير وغلاء المعيشة.. وهي نفسها العقلية التي تدفع بالشعب إلى الخروج في مظاهرات حاملين شعارات (لبلاد بلادنا ونديرو راينا واحد ما يسالنا).. من دون اعتبار للقانون أو الأخلاق أو أي إحساس بالمسؤولية.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top