الاثنين 06 مايو 2024

أكثر من 130 قتيل ومئات الجرحى في سلسلة هجمات إرهابية .. الإرهاب يضرب فرنسا

ⓒ 9126-1755

 

سقط ليلة أول أمس، 128 شخصا على الأقل في “اعتداءات إرهابية، استهدفت باريس وتخللتها تفجيرات وعملية احتجاز رهائن وإطلاق رصاص، ما دفع الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، إلى إعلان حال الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، بينما أعرب العالم عن إدانته وغضبه، في الوقت الذي يتخوف فيه مسلمو فرنسا ولاسيما العرب منهم من ردة فعل المجتمع الفرنسي والسلطات الفرنسية، وارتفاع ظاهرة الإسلامافوبيا من جديد.

وهيبة حمداني / كهينة.ب

وعن أول حصيلة تفيد آخر المعلومات عن مقتل 128 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 180 بجروح بينهم 99 إصاباتهم خطرة، علما أن هذه الحصيلة لا تزال مؤقتة، وحول حيثيات التفجيرات قال مسؤول في مجلس مدينة باريس، إن أربعة مسلحين قتلوا ما لا يقل عن 87 شخصا كانوا يحضرون حفلا لموسيقى الروك في قاعة باتاكلان، وشن رجال كوماندوس من قوات مكافحة الإرهاب هجوما في نهاية الأمر على المبنى، وفجر المسلحون أحزمة ناسفة وتم إنقاذ عشرات من الناجين، مضيفا أن نحو 40 شخصا آخرين قُتلوا خلال ما يصل إلى خمس هجمات أخرى في منطقة باريس من بينها تفجير انتحاري مزدوج خارج ملعب “سان دو ني” أين كان هولاند ووزير الخارجية الألماني يحضران مباراة كرة قدم ودية، وأصيب نحو 200 شخص.

وبدوره، قال النائب العام في باريس، فرانسوا مولينز، إن إجمالي عدد القتلى بلغ 128 شخص على الأقل، في حين أكدت متحدثة باسمه إن ثمانية مهاجمين قُتلوا أيضا منهم سبعة فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة في أماكن مختلفة في حين قتلت الشرطة واحدا بالرصاص.

ووقع أعنف هجوم في قاعة باتاكلان، حيث كانت فرقة ايجلز أوف ديث ميتال لموسيقي الروك بكاليفورنيا تقيم حفلا، حيث تبعد هذه القاعة بضعة مئات من الأمتار عن المكاتب السابقة لصحيفة شارلي إبدو الأسبوعية الساخرة والتي كانت هدفا لهجوم دام شنه مسلحون شهر جانفي الماضي.

وفي تقرير لشاهد عيان نُشر على موقع المحطة على الانترنت، قال بيرس إن عدة أشخاص صغار جدا لم يكونوا يرتدون أقنعة دخلوا القاعة أثناء الحفل الموسيقي وهم مسلحون ببنادق كلاشنيكوف وبدؤوا في “إطلاق النار بشكل عشوائي على الناس، كانت هناك جثث في كل مكان”، وقال لرويترز، “كان الناس يسقطون مثل الدومينو”، وقال إنه رأى أشخاصا أصيبوا بالرصاص في سيقانهم وأكتافهم وظهورهم وعدة أشخاص يرقدون على الأرض قتلى على ما يبدو.

وسُمع دوي انفجارين قرب ملعب فرنسا حيث كانت تقام مباراة كرة قدم ودية بين فرنسا وألمانيا، وقال شاهد إن أحد التفجيرات أطاح بالناس في الهواء خارج مطعم لمكدونالدز يقع أمام الملعب، واستمرت المباراة حتى النهاية ولكن حالة من الذعر سادت بين الحشد بعد انتشار شائعات عن الهجوم، وحامت طائرات هليكوبتر فوق الملعب في الوقت الذي نُقل فيه هولند على عجل إلى وزارة الداخلية للتعامل مع الموقف.

وفي وسط باريس اندلع إطلاق نار عند منتصف المساء خارج مطعم كمبودي في الحي العاشر بالعاصمة، وقُتل 18 شخصا عندما فتح مسلح النار على الجالسين لتناول العشاء مساء أمسية الجمعة ،في شرفة خارجية في منطقة شاروني الشعبية القريبة في المنطقة الحادية عشر، وظلت الشرطة فيما يبدو تبحث عن المشتبه بهم فيما بعد.

غلق المدارس والجامعات وتعزيزات أمنية بشوارع باريس مع إلغاء فيزا “شنغن”

 كما صدرت أوامر بأن تظل المدارس والجامعات والمباني المحلية مغلقة ولكن من المتوقع استمرار بعض خدمات السكك الحديدية والخدمات الجوية، في حين تم تعبئة كل أجهزة الطوارئ وألغيت إجازات الشرطة وتم استدعاء 1500 فرد من تعزيزات الجيش إلى منطقة باريس واستدعت المستشفيات أطقمها للتعامل مع الضحايا، وقالت المتحدثة باسم النائب العام إنها لا تستطيع تحديد ما إذا كان هناك مسلحون مازالوا طلقاء، وبثت محطات الإذاعة تنبيهات لسكان باريس بضرورة أن يلزموا بيوتهم وإخلاء الشوارع وتحث السكان على إيواء أي شخص تقطعت به السبل في الشارع.

السماح لمواطني أوروبا فقط بالسفر إلى باريس

أعلنت فرنسا وقف تأشيرة شنجن، التي تسمح لجميع حامليها بالتنقل بين الدول الأوروبية، والسماح لمواطني الدول الأوروبية فقط بالسفر إلى باريس، وذلك حسبما أفادت فضائية “سكاى نيوز” في خبر عاجل أمس، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، رفع حالة الطوارئ للدرجة “أ”، بعد العمليات الإرهابية التي ضربت مدينة باريس أمسية الجمعة.

هولاند يعلن حالة الطوارئ وحداد لـ 3 أيام في فرنسا ويحمل “داعش” المسؤولية

أما عن موقف الرئاسة، فقد قال الرئيس الفرنسي، هولاند، في كلمة وجهها للشعب عبر التلفزيون عند منتصف الليل قبل أن يرأس اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء، “إنه رعب”، وقال هولوند “نعرف من أين جاءت هذه الهجمات”، وتوجه فيما بعد إلى مكان أعنف هجوم وهو قاعة باتاكلان وتوعد بأن تشن الحكومة حربا “لا رحمة فيها” على الإرهاب.

كما أعلن هولاند، فور خروجه من “ملعب سان دو ني”، عن حالة الطوارئ في كل أنحاء فرنسا وذلك لأول مرة منذ عشرات السنين وأعلن إغلاق حدود فرنسا لمنع مرتكبي الهجمات من الهروب، مع غلق مترو أنفاق باريس، في الوقت الذي ألغى فيه الرئيس خططا للسفر إلى تركيا في مطلع الأسبوع لحضور اجتماع قمة لمجموعة العشرين، ودعا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي الفرنسي في الساعة التاسعة صبيحة الحادث.

كما حمل الرئيس الفرنسي، صبيحة أمس، تنظيم “داعش” مسؤولية تفجيرات باريس حسب تصريح لوسائل إعلامية، في حين صرح وزير خارجيته فابيوس للصحفيين من فيينا، أن أحد أهداف اجتماع فيينا هو بحث كيف يمكننا تعزيز الحرب الدولية على “داعش”.

ووصف هولاند٬ في كلمة ألقاها صبيحة الهجمات وهي الثانية له في أقل من 24 ساعة٬ هذه الاعتداءات بأنها “عمل من أعمال الحرب”٬ حيث اعتبر أن باريس شهدت “اعتداءات إرهابية غير مسبوقة”٬ أوقعت “عشرات القتلى والكثير من الجرحى”٬ واصفاً ما جرى بأنه “مرعب”، ليكشف أنه “تم التخطيط والترتيب للهجمات من الخارج بمساعدة من الداخل”، حيث أوضح أن بلاده “أصيبت بشكل قاس”، داعياً “الشعب الفرنسي للوحدة في هذه الظروف”، وتابع: “فرنسا قوية حتى وهي جريحة ودائما بإمكانها النهوض”.

وقال هولاند، في خطاب متلفز مقتضب٬ إنه “سيتم اتخاذ قرارين ستفرض حالة الطوارئ٬ ما يعني أن بعض الأماكن ستغلق٬ وحركة المرور يمكن أن تمنع٬ ويمكن أيضاً أن تجري عمليات دهم في كل أنحاء المنطقة الباريسية”، وتابع قائلاً إنه “علينا أن نضمن أن لا أحد سيتمكن من الدخول لتنفيذ أي عمل أياً يكن٬ وفي نفس الوقت إلقاء القبض على منفذي الاعتداء إذا حاولوا الخروج من فرنسا”.

كما قرر الرئيس الفرنسي “تحريك كل القوات الممكنة في سبيل شل حركة الإرهابيين٬ وإرساء الأمن في كل الأحياء التي قد تكون معنية، وأردف ” لقد طلبت أيضاً أن تكون هناك تعزيزات عسكرية٬ وهي الآن في منطقة باريس لضمان عدم وقوع أي اعتداء جديد”.

كارثة إرهابية تصدم العالم تخلف إدانات دولية وعربية لهجمات باريس

خلفت سلسلة الاعتداءات التي وقعت بباريس، إدانات امتدت من واشنطن إلى باريس مرورا بالأمم المتحدة والحلف الأطلسي والعالم العربي، تداعى المسؤولون إلى التنديد بالمذبحة التي ارتكبها عدة مسلحين كان غالبيتهم يرتدي أحزمة ناسفة.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، “الاعتداءات الإرهابية الدنيئة”، مؤكدا “وقوفه إلى جانب الحكومة والشعب الفرنسيين”، ليصدر عن الدول الـ15 في مجلس الأمن بيان بالإجماع “دان بأقسى التعابير الهجمات الإرهابية الجبانة والوحشية” في باريس، حيث  أعربت الدول الـ15 عن “تعاطفها العميق مع عائلات الضحايا ومع الحكومة الفرنسية” كما شددت على “ضرورة إحالة المسؤولين عن هذه الأعمال الوحشية إلى القضاء”.

من جانبه، اعتبر الرئيس الأميركي، باراك اوباما، أن ما جرى في العاصمة الفرنسية “ليست فقط اعتداء ضد باريس” بل “اعتداء ضد الإنسانية جمعاء وقيمنا العالمية”، مضيفا في تصريح مقتضب في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة ستساعد فرنسا على “سوق الإرهابيين أمام القضاء”، مشددا على أن هذه الاعتداءات تهدف إلى “إرهاب مدنيين أبرياء”، وهو نفس الموقف لزميلته المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، التي قالت في بيان لها، “أنا مصدومة بشدة للأخبار والمشاهد التي تأتينا من باريس، في هذه الأوقات نفكر بضحايا هذه الاعتداءات الإرهابية على ما يبدو وبأقاربهم وبكل سكان باريس”، وبدوره أعرب وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، الذي كان موجودا في إستاد فرنسا الدولي لحظة وقوع الاعتداءات، عن شعوره بـ “الرعب والاضطراب الشديد” اثر الاعتداءات.

وفي مدريد، أكد رئيس الوزراء الاسباني، ماريانو راخوي، لنظيره الفرنسي مانويل فالس، في اتصال هاتفي تضامن بلاده الكامل مع باريس، ونفس السلوك التضامني أبداه رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي، الذي أعرب عن تضامن بلاده مع “الأشقاء الفرنسيين”.

ومن ناحيته، وجه الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، “تعازيه الحارة” إلى فرنسا، مطالبا بـ “إجماع” للمجتمع الدولي ضد الإرهاب، حيث قال خلال مداخلة تلفزيونية مقتضبة “بالنسبة إلى بلد يعرف تماما تداعيات الإرهاب وأساليبه نتفهم تماما العذابات التي تعاني منها فرنسا”.

وبدورها، أكدت كندا “تضامنها مع فرنسا” اثر “الاعتداءات الإرهابية”، مشيرة إلى أنها “ستعمل مع المجتمع الدولي للمساهمة في منع وقوع مثل هذه الأعمال الرهيبة والعبثية”.

أما عن روسيا، فأدانت الاعتداءات التي وصفتها بـ “الشنيعة”، التي استهدفت باريس وعرضت على السلطات الفرنسية مساعدتها في التحقيق “في هذه الجرائم الإرهابية”، حيث وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكو، “إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم تعازيه إلى نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند والى عموم الشعب الفرنسي”، حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء ايتار تاس الروسية.

وفي بكين، أبدت الصين “صدمتها العميقة”، وإدانتها الشديدة” للاعتداءات، مؤكدة على لسان وزارة الخارجية أن “الإرهاب هو عدو الإنسانية جمعاء والصين تدعم بقوة فرنسا في جهودها…لمكافحة الإرهاب”.

وعلى الضفة الأخرى من أوروبا وآسيا، أدانت دول عربية الاعتداءات، مؤكدة تضامنها مع الشعب الفرنسي ورفضها لهذه “الأعمال الإرهابية”، ووقوفها إلى جانب فرنسا في “مكافحة الإرهاب” حتى القضاء عليه، حيث أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، أن “مصر تعرب عن ثقتها الكاملة في أن مثل هذه الأحداث الإرهابية لن تضعف عزيمة الدول والشعوب المحبة للسلام، بل ستزيدها إصرارا على مكافحة الإرهاب ودحره”، ليؤكد من عمان وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن بلاده تقف مع الشعب الفرنسي الصديق في مواجهة هذه الاعتداءات الدامية والغاشمة والتي روعت المدنيين والأبرياء.

ومن جانبها، أدانت، أمس، الجزائر على لسان رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، “بقوة” الهجمات التي طالت العاصمة الفرنسية باريس والذي أسفر عن سقوط قرابة 150 شخصا، حيث أكد رئيس الدولة، أن هجمات باريس الإرهابية جريمة ضد الإنسانية، ونفس الموقف صدر عن وزارة خارجيتها، التي قامت بتنصيب خلية أزمة اليوم السبت على خلفية التفجيرات التي هزت البارحة العاصمة الفرنسية باريس، وهذا لتتبع الوضع عن قرب وللتأكد إن كان هنالك ضحايا من جنسية جزائرية.

وفي الخليج، أعربت دولة الكويت عن استنكارها للهجمات “الإرهابية” التي استهدفت العاصمة الفرنسية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية “كونا”، بدورها أكدت وزارة الخارجية القطرية أن “الأعمال التي تستهدف زعزعة الأمن تتنافى مع المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية كافة”، في حين دانت دولة الإمارات العربية المتحدة الاعتداءات. وبحسب وكالة انباء الإمارات “وام”، أعرب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في برقية للرئيس الفرنسي “عن إدانة بلاده واستنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي”.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top