الجمعة 26 أبريل 2024

نكتة “غزو الجزائر”

نكتة

روجت قبل أيام وعلى نطاق واسع، بعض الأوساط المعادية للجزائر، وتحديدا المنطلقة من المغرب وإسبانيا، خبرا زائفا عن دعوة مفترضة يكون عالم

ⓒ نكتة
كاتب صحفي

روجت قبل أيام وعلى نطاق واسع، بعض الأوساط المعادية للجزائر، وتحديدا المنطلقة من المغرب وإسبانيا، خبرا زائفا عن دعوة مفترضة يكون عالم الفيزياء والباحث الإسباني الشهير أونطونيو توريل، قد أطلقها تجاه الأوربيين لغزو الجزائر لتعويض الغاز الروسي، وقد استغلت تلك الأوساط وخاصة منها الأوساط المخزنية الحاقدة على الجزائر، للترويج لفكرة غزو الجزائر واعتبراها الحل الوحيد أمام أوربا لإنقاذ اقتصادها، تحت ذريعة نشر الديمقراطية في الجزائر الشمولية! لكن ما إن هدأت هذه الضجة المفتعلة قليلا حتى خرج الباحث الإسباني بنفسه لينفي تلك الادعاءات جملة وتفصيلا، مؤكدا أن تصريحاته تم تحريفها عمدا، وأنه على العكس من ذلك حذر من خطورة أي اعتداء غربي على الجزائر، وأنه لا يدعو أبدا إلى غزو الجزائر، الأمر الذي جعل من تلك الدوائر الخبيثة تتجاهل هذا التصحيح كلية، لأنه ببساطة لا يخدم مصالحها ولا مخططاتها الدنيئة ولا أحقادها الدفينة ضد الجزائر.

الفايدة:

أن هناك الكثير ممن يسمون بالأصدقاء و”الأشقاء” من يتمنون فعلا سقوط الجزائر، ويحلمون بل ويقيمون الصلوات لكي يتم احتلال الجزائر كما حصل مع العراق، أو على الأقل يتم تدميرها من الداخل كما حصل مع سوريا واليمن وليبيا، لذلك رأيناهم كيف سارعوا إلى تحوير كلام الباحث الإسباني أونطونيو توريل، وإلى التبشير بنكتة “غزو الجزائر” كما لو أنها فتح مبين لهم، وهو ما يكشف مجددا أن الجزائر مستهدفة وأن أولئك المنافقين من هنا وهناك، سيكونون أول الداعمين والمصفقين للغزاة سواء كانوا أوربيين أو أمريكان أو حتى صهاينة.

والحاصول:

ما يهمني هنا، ليس عياشة المخزن ولا بعض الحاقدين من الدول الأخرى، بقدر ما يثير اشمئزازي أن استمع إلى جزائريين بدعوى المعارضة، يهللون لهكذا دعوات خبيثة، على اعتبار أن المحتلين المفترضين للجزائر سيجلبون معهم الحريات والديمقراطية للجزائر، وهؤلاء لا يختلفون البتة عن أمثال خونة العراق بالأمس من أمثال الجلبي والمالكي في العراق، ممن جاءوا على ظهر الدبابة الأمريكية، إلا أن خيبة هؤلاء ستكون بالتأكيد كبيرة، لأن جزائر اليوم ليست هي عراق الأمس، ومن ثكلته أمه فليجرب حظه.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top