الاثنين 29 أبريل 2024

قسما برب النازلات !!!…

قسما

كتبت إحدى التغريدات أو الجداريات في خضم الحماس الكروي الذي تصنعه الكأس العربية عقب انتصار الفريق الجزائري على الفريق القطري، ومما قلت:

ⓒ قسما
كاتب صحافي

كتبت إحدى التغريدات أو الجداريات في خضم الحماس الكروي الذي تصنعه الكأس العربية عقب انتصار الفريق الجزائري على الفريق القطري، ومما قلت: هل تعلم أن النشيد الوطني القطري هو أيضا نشيد قسما، يبدأ بكلمة قسما، حاول فيه المؤلف أن يقلد شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا في نشيد قسما ولكنه لم يفلح في ذلك !.

ولقد تفاعل مع الموضوع الكثير من المعلقين، ومنهم أساتذة وصحفيون وأساتذة جامعيون، وأخص بالذكر الأخ والصديق الصحفي والشاعر الدكتور محمد كاديك ، وهو على درجة كبيرة من الأكاديمية والشاعرية، وأرى من الضروري أن أوثق ها هنا كلماته حيث كتب يقول ردا على ما كتبت: يقول البعض إن القسم بغير الله كفر وإنني من التسعينيات وأنا أحلف لهم بأنه توجد باء ليست بحرف قسم، وإنما هي حرف استعانة، ولكن لما يكون الإنسان قد اتخذ قرارا ما لم تعد تنفع معه القواعد، وإنني لما سمعت قسما الجديدة ربطت مباشرة بالأصلي وضحكت صراحة ضحكت، ولقد غاضني لأنها ذكرتني بعقلية السفهاء الذين لا يعرفون باء الاستعانة.. طبعا.. الشعرية لا مجال للمقارنة.. عندهم مجرد وزن وقافية ولا يوجد الشعر !!!…

لقد شغلني هذا القسم كثيرا ، ولكنني أزعم أنني اهتديت إلى أن النشيد الوطني قسما يندرج ضمن القسم المضمر و هو ما لم يصرح فيه بالمقسم به، وهذا القسم من الأساليب البلاغية في القرآن الكريم، ومن ذلك قول الله تعالى (وَلَتَعْلَـمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) ففي هذه الآية الكريمة لا تجد سوى حرف القسم وجواب القسم، وقد حذف الله أو أخفى المقسم به والذي هو لفظ الجلالة أي الله، ومعنى ذلك : والله لتعلمن نبأه بعد حين.

لقد جاء الشاعر بحرف القسم والذي هو حرف الباء ثم بعد ذلك أخفى المقسم به والذي هو الله أو الرب سبحانه وتعالى، وهذا القسم يفهم بالمعنى المستتر وليس بالظاهر، وتقدير ذلك قسما برب النازلات الماحقات وبرب الدماء والبنود اللامعات الخافقات، بعد ذلك يأتي جواب القسم في عبارة نحن ثرنا فحياة أو ممات وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر !.

أعتقد أن أورع أنواع القسم هو ما يحذف فيه المقسم به، أي القسم المضمر والذي يفهم بالمعنى وليس باللفظ، وتلك هي قمة الإعجاز اللغوي في القرآن والشعر معا، أوَ لم ينزل القرآن ليعجز العرب الذين هم أهل البلاغة والفصاحة !!..

ومن أساليب القسم، أنك لا تجد لا حرف القسم ولا المقسم به، مثل عبارة لعمرك أو لعمري، ولقد كان الصحابة أنفسهم يستعملون العبارة من غير أن يكفرهم أو يشركهم أحد، حتى أن القرآن الكريم قد جاراهم في ذلك فاقرأ الآية الكريمة (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) .

أعرف أن الكثير من البلهاء قد وصل بهم الأمر إلى حد تكفير الشاعر مفدي زكريا بسبب النشيد قسما، لأنه أقسم بغير الله تعالى، ولذلك فهم لا يستعدون ولا يقفون حين يعزف النشيد الوطني، ومن الطبيعي أن يصدر مثل هذا الجهل من الذين لا يفقهون في الأساليب البلاغية الشعرية فما بالك الأساليب البلاغية القرآنية !!!…

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top