الجمعة 26 أبريل 2024

التأمين على الوباء

الوباء

لقد مات الصحفي حمزة بركاوي بعدما عاد من الكاميرون في مهمة إعلامية في إطار تصفيات كأس العالم، حيث حمل معه عدوى وباء الملاريا، وفي الوقت الذي

ⓒ الوباء
كاتب صحافي

مات حمزة بركاوي، فاستراح الصحفي من مهنة المتاعب التي تحوّلت إلى مهنة الموت، واستراح المريض الذي يرى السكانير من سابع المستحيلات، فيا له من شاهد وشهيد، إنه بكل أسف شديد يفضح المنظومة الإعلامية والمنظومة الصحية في بلد يموت فيه المواطن بالملاريا.

لقد مات الصحفي حمزة بركاوي بعدما عاد من الكاميرون في مهمة إعلامية في إطار تصفيات كأس العالم، حيث حمل معه عدوى وباء الملاريا، وفي الوقت الذي كان يتعذّب في المستشفيات كان الصحفيون وأشباه الصحفيين منشغلين بإعادة مباراة الجزائر والكاميرون وبالإطاحة بمدرب الفريق الوطني جمال بلماضي، ولكن بدلا من البكاء عند رأس الميت، كان يجب علينا أن نصارح أنفسنا بالحقيقة العارية، ذلك أن الأمر على درجة كبيرة من الخطورة، فالتنديد أو الاستنكار والتضامن المهني كلام فارغ.

تنص الـمادة التسعون من القانون العضوي المتعلق بالإعلام على أنه يجب على الهيئة الـمستخدِمة اكتتاب تأمين خاص على حياة كل صحفي يرسل إلى مناطق الحرب أو التمرد أو الـمناطق التي تشهد أوبئة أو كوارث طبيعية، أو أية منطقة أخرى قد تعرض حياته للخطر. وتنص الـمادة الواحدة والتسعون على أنه يحق لكل صحفي لا يستفيد من التأمين الخاص المذكور في المادة التسعين أعلاه رفض القيام بالتنقل الـمطلوب.

إننا نحن الصحفيين كثيرا ما نجهل أو نتجاهل القوانين التي تحمي الصحفيين، والغريب في الأمر أننا نحن معشر الصحفيين الذين ندافع عن حق غيرنا وخاصة الأجراء أمام أرباب العمل، لا نستطيع أن ندافع عن أنفسنا، ونجهل حتى النصوص التشريعية الإعلامية التي تضمن حق الصحفي في التأمين على الوباء.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top