الجمعة 26 أبريل 2024

إيران والكيان ونحن

إيران

أعتقد أن المناورات المخزنية الساعية بكل سفاهة لتبرير تحالفها مع "إسرائيل" بوجود تحالف جزائري إيراني يواجهها، وأن إيران تتدخل في منطقة الصحر

ⓒ إيران
كاتب صحفي

أعتقد أن الكثيرين يعرفون موقفي الرافض للتدخلات الإيرانية في الوطن العربي، وقد كنت واضحا طوال السنوات الماضية في التحذير من أي تغلغل شيعي في نسيجنا السني الوطني، غير أن تطورات الوضع من حولنا تفرض علينا أن نوازن بين المتغيرات والمخاطر، خاصة في ظل التطبيع المخزني الذي تجاوز كل الحدود مع الكيان الغاصب، وفي هذا الصدد أعتقد أن المناورات المخزنية الساعية بكل سفاهة لتبرير تحالفها مع “إسرائيل” بوجود تحالف جزائري إيراني يواجهها، وأن إيران تتدخل في منطقة الصحراء الغربية وتقوم بسليح البوليساريو، ما هو في الواقع إلا محض هراء، في محاولة مكشوفة لجلب التعاطف الغربي الأمريكي والعربي مع المخزن عبر التلويح بالخطر الإيراني على الوحدة الترابية المغربية، وتشبيه ما يحصل في المشرق العربي، من نفوذ الميليشيات الشيعية، بما يحدث في المغرب العربي، عبر وصم البوليساريو الحركة الوطنية التحررية بأنها حركة إرهابية تابعة لملالي طهران.

الفايدة:

أن مقارنة التحالف المخزني الإسرائيلي بالتعاون الجزائري الإيراني، لا يستقيم أخلاقيا، ليس فقط لأن “إسرائيل” مغتصبة للأرض الفلسطينية وللمقدسات، ولا لكون إيران تحتل عمليا أربع عواصم عربية، وإنما لأن التحالف المخزني الإسرائيلي حقيقي ومعلن عنه وقد وصل حدود “الدفاع المشترك”، بينما الحاصل بين الجزائر وإيران هو مجرد تعاون وعلاقات دبلوماسية لم تتعد حدود ذلك إلى إعلان تحالفات أمنية أو عسكرية، علاوة على انتفاء أي خطر ميليشياوي شيعي في المنطقة، لانعدام الأرضية المذهبية المساعدة، فكل سكان الجزائر والمغرب العربي هم من السنة، بعكس الوضع في المشرق العربي.

والحاصول:

إن محاولة الإيهام بأن الرباط قد تحتمي اليوم بتل أبيب، خشية من التحالف بين الجزائر وطهران، لا ينطلي إلا على السذج وقليلي المعرفة، والمحاولة المخزنية المكشوفة لتأليب الغرب ضد الجزائر، عبر التلويح بالورقة الإيرانية، مصيرها الفشل لأن العالم ليس ساذجا مثل جموع العياشة بحيث يصدق ترهات بلا أدلة، فالأقمار الصناعية الغربية ترصد دبيب النمل في جحورها، والجزائر تعلم ذلك، وهي ليست بحاجة لا لإيران ولا لحزب الله لدعم الشعب الصحراوي، أو لتوقيف أي معتدٍ عند حده.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top