من المعروف في شهر رمضان أن كلا من السلطة والأحزاب السياسية يصومان عن السياسة التي هي جوهر وجودهما في الساحة الوطنية، ومن النادر جدا أن يحدث نشاط سياسي، ولربما هي تلك طبيعة الجزائري الذي ما انفك يصوم عن كل شيء إلا عن الصيام، وعلى العكس من ذلك فإن قرار الرئيس عبد المجيد تبون بإجراء انتخابات رئاسية مسبقة يجعل من رمضان هذا العام رمضانا سياسيا بامتياز!.

بكل تأكيد، فإن إعلان الرئيس بخصوص الانتخابات الرئاسية يكون قد فاجأ الطبقة السياسية في الجزائر والأكثر من ذلك أن يتم الإعلان عن ذلك في شهر رمضان المبارك الذي يكون الجميع مشغلا فيه بالصيام وقفة رمضان، وعلى غير العادة وبعيدا عن العبادة فإن رمضان يكون قد جعل هلال الرئاسيات يظهر في وضوح النهار وفي الوقت الذي لم يكن فيه أحد ينتظر ظهور الهلال الرئاسي.

ومهما يكن من أمر فإن الأحزاب قد عادت إلى نشاطها السياسي الذي كانت قد صامت عنه ليس طيلة الشهر ولكن طيلة العام بل طيلة أعوام. إن الكثير من الأحزاب الوطنية والشخصيات السياسية لم تعد تظهر إلا في المواعيد الانتخابية فتكون الانتخابات مناسبة ليخرجها من ذاكرة النسيان، بل حتى على مستوى الشخصيات السياسية، فإن الكثير منها لا يظهر إلى الرأي العام إلا مرة كل خمسة أعوام.

إن الانتخابات الرئاسية تكون قد أيقظت الطبقة السياسية من أحزاب وشخصيات من بياتها الشتوي، فحياة الكثير منها يشبه حياة الحلزون الذي يقضي نصف العمر في النوم، ولله الحمد أن هناك مواعيد انتخابية تبعث الطبقة السياسية إلى الحياة قبل يوم الانتخاب، ومهما يكن من أمر نقول رمضان سياسي مبارك.