الجمعة 26 أبريل 2024

رسائل “طابو” الغرامية

طابو
ⓒ طابو
كاتب صحفي


ذكرتني الرسالة الأخيرة التي بعث بها كريم طابو إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أونطونيو غوتيريس، يشكو فيها بلده الجزائر، ويتودد فيها عطف ورحمة المجتمع الدولي للتدخل في الشؤون الداخلية الجزائرية، بحجة أن هناك قمعا للحريات وما إلى ذلك من الأسطوانة المعروفة، طابو برسالته الغرامية التي أرسلها من قبل إلى “سيده” ماكرون، يشكوه فيها كالعادة من ديكتاتورية النظام في وطنه، ويستعطفه أن تنظر فيها فرنسا بعين العطف للمناضلين من أجل الحرية والديمقراطية، والتي هي بطبيعة الحال لا تختلف كثيرا عن رسائل أخرى مشابهة بعث بها من يسمون أنفسهم بـ”الأحرار”، سواء عبر رسائل مفتوحة حقيقية أو عبر مسيرات ومظاهرات إلى الاتحاد الأوربي وإلى الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان .. والتي ملخصها ومجملها : تعالوا أنقذونا ففي أيديكم الأمل والخلاص.

الفايدة:

إن الاستعانة بالخارج على الوطن، أو الاستنجاد به ولو عبر الرسائل الغرامية، فيه قلة مروءة، لأن الوطنيين الحقيقيين لا يمكنهم اللجوء إلى أعداء الأمة أو المنظمات الماسونية العالمية، أو حتى المنظمات الدولية التي أثبتت أنها لعبة في أيدي الكبار من ناهبي ثروات الشعوب، حتى وإن اعتبرنا أن النظام الجزائري القائم سيئ، فلا يمكننا أن نكون سذجا بحيث ننتظر من زبانية العالم أن يأتوا لنا بالخير.

والحاصول:

إن مثل هذا النوع من المعارضين من أصحاب العشق الممنوع، والرسائل المرسلة من تحت الماء، كمثل المعارضة العراقية التي صدعت رؤوسنا زمن صدام حسين بحكايات الحرية والديمقراطية، وما لبثت أن عادت إلى البلاد على ظهر الدبابة الأمريكية، لتعيث في العراق فسادا وخرابا، وها هم العراقيون اليوم يلعنون “المنتصرين بسلاح الأجنبي” الذي أورثهم معيشة الذل والهوان، ويترحمون على زمن الديكتاتور الذي كانوا يشعرون في ظله بالعز والكرامة.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top