الأربعاء 08 مايو 2024

تمثال العار

تمثال

تمثال العار للجلاد مارسيل بيجار يأتي في وقت يريد البعض من الجزائر أن تنسى الماضي وتتطلع إلى المستقبل

ⓒ ح.م
كاتب صحافي

تعتزم السلطات الفرنسية، من خلال بلدية تول، إقامة تمثال للجنرال المظلي الفرنسي الجلاد مارسيل بيجار والذي يعرف بالسفاح خلال الثورة التحريرية الجزائرية، حيث مارس أبشع أنواع التعذيب ضد الجزائريين من مناضلي القضية الوطنية، وخاصة الشهيد محمد العربي بن مهيدي الذي تولى هذا المجرم الحربي بنفسه نزع جلد رأس الشهيد الذي يبقى وصمة عار في جبين الدولة الفرنسية، ويكفي أن بيجار قد تحول إلى مدرسة للتعذيب في الكثير من المستعمرات وليس في الجزائر فقط.

وليس من الغرابة أن تعتزم فرنسا تخليد ذكرى مجرمها بيجار في الوقت الذي عادت إلى الجزائر ذكرى استشهاد البطل الثوري التاريخي الأسطوري محمد العربي بن مهيدي وأيضا في الوقت الذي تحيي فيه الجزائر الذكرى الثانية والستين لعيد النصر بعد توقيف القتال بين جيش التحرير الوطني وجيش الاحتلال الفرنسي والذي جاء بعد مفاوضات عسيرة جدا بين ممثلي جبهة التحرير الوطني وممثلي الحكومة الفرنسية وبعد سبع سنوات شداد من الكفاح المسلح دفع فيه الشعب الجزائري أكثر من مليون ونصف مليون شهيد.

ولكن للأسف القاتل، أن تمثال العار للجلاد مارسيل بيجار يأتي في وقت يريد البعض من الجزائر أن تنسى الماضي وتتطلع إلى المستقبل، ومع ذلك فإن فرنسا التي تريد منا أن ننسى، هي لا تريد أن تنسى بل إنها تعمد إلى استفزاز الذاكرة الوطنية للجزائريين من خلال تمجيد الجلادين، وفي الوقت الذي ترفض باريس أن تعترف بماضيها الاستعماري الوحشي مثلما ترفض أن تعتذر عما اقترفته من جرائم وحشية ضد الإنسانية في الجزائر، ومع ذلك فإن اعتذار الجلاد لا يفيد الضحية في شيء، بل ولا يفيد حتى التعويض.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top