الخميس 02 مايو 2024

السيادة خط أحمر

السيادة

الجزائر قد أصبحت ضمن أجندة الحسابات الدولية وأصبح الدور الجزائري في المحافل الدولية يقلق الكثير من القوى الدولية

ⓒ ح.م
كاتب صحافي

كانت قد استوقفتني هذه العبارة من مقالة وكالة الأنباء الجزائرية بخصوص تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والتي تقول فيها: إن التهديدات الخارجية حقيقية وملموسة، بما يجعل من تقليص العهدة الأولى ضرورة تكتيكية، حيث إنه استباق لاضطرابات مبرمجة، فالرهان الدولي يسبق الرهان الوطني. وعليه، يتعين على الجزائر أن تعزز وحدتها وانسجامها الداخليين، برئيس وجيش ومؤسسات بجاهزية لمواجهة الأزمات الخارجية، والتي هي بالفعل على أبوابنا مستهدفة سيادة الجزائر وأمنها.

ولقد تأملت الكثير من القراءات السياسية والإعلامية والتي لم تستغ ما جاءت به وكالة الأنباء الجزائرية والتي هي بالضرورة تعبر عن الموقف الرسمي للدولة الجزائرية، ولكن ما يجب التنبيه إليه أن الحديث عن التحديات الخارجية أو الخطر الخارجي ليس من قبيل ما يعرف بالمؤامراتية أو بالمرض المؤامراتي، فالمؤامرة الخارجية التي تستهدف الجزائر قد أصبحت حقيقة، وقد ظهرت خيوطها وانكشفت منذ ما يعرف بثورات الربيع العربي التي لم تستهدف الأنظمة السياسية للدول العربية بل إنها قد أصبحت تستهدف كيانات الدول من خلال العزف على وتر الديمقراطية وحقوق الإنسان، وذلك بالفعل ما حدث في ليبيا وسوريا واليمن وحتى مصر والسودان، بل إن الإعلام الغربي المتصهين من خلال بعض العواصم الغربية من باريس إلى لندن إلى واشنطن لم يعد يتردد في القول إن الدور القادم يكون على الجزائر، ولكن لله الحمد أن الجزائر قد استطاعت أن تبطل المؤامرة الخارجية بحراكها الشعبي وبمناعتها الذاتية.

من المؤكد أن الجزائر قد أصبحت ضمن أجندة الحسابات الدولية، ولقد أصبح الدور الجزائري في المحافل الدولية يقلق الكثير من القوى الدولية وفي مقدمتها “إسرائيل” وأمريكا وفرنسا وخاصة من خلال نصرة القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تعد بالنسبة إلى الجزائر قضية وطنية بل وقضية ذات علاقة بالبعد الأمني للجزائر ، ويكفي أن “إسرائيل” قد أصبحت على الحدود، ولذلك لابد من رفع الجاهزية وحالة التأهب بعد استشعار الخطر الخارجي، لأن السيادة الوطنية خط أحمر.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top