الثلاثاء 14 مايو 2024

النحل والذباب!!!…

النحل والذباب

فضل الله بعض الحشرات على البعض الآخر وكرم النحل بأن أوحى إليه وأنزل سورة باسم النحل

ⓒ ح.م
كاتب صحافي

كل من النحل والذباب قد ذكرهما الله في القرآن الكريم، حيث يقول في الآية الثامنة والستين من سورة النحل: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)، مثلما يقول في الآية الثالثة والسبعين من سورة الحج: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ).

يعني ذلك في تفسير آية النحل أن الله قد ألهم النحل بأن يجعل بيوتًا في الجبال وفي الشجر وفي البيوت والسُّقُف، وفي تفسير آية الذباب أن الله قد ضرب مثلا ودعا الناس إلى الاستماع والتدبر وخاطبهم بأن ما تدعون من دون الله أو ما تعبدون من دون الله لا يستطيعون وهم مجتمعون خلق ذباب وهي من أصغر المخلوقات بل لا يستطيع القوم أن تستعيدوا ذلك الشيء البسيط من الطعام الذي سلبه منهم ذلك الذباب!!..

إن كلا من النحل والذباب من فصيلة الحشرات، ولكن الله قد فضل بعض الحشرات على بعض الحشرات مثلما فضل بعض البشر عن بعض البشر  ورفع بعضهم على بعض درجات، ولقد كرم الله النحل بأن أوحى إليه وأنزل سورة باسم النحل، وعلى العكس من ذلك فإن الله لم يوح إلى الذباب ولم ينزل سورة باسم الذباب، ومادام الله قد شرف النحل بالوحي الإلهي فإن النحلة تعد من أشرف الحشرات في عالم الحيوان فهي تنتج للإنسان أفضل شراب بل أفضل غذاء فيه شفاء، فالنحل يضرب به المثل في النظام والنشاط والعمل حيث ورد في الآية الموالية (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، وإذا ما كان النحل يعيش على الجد والاجتهاد والكد والعمل حيث يخرج في الصباح يطلب الرزق في الحقول والبساتين حيث الأزهار التي يمتص رحيقها ليأتي للإنسان بالرزق، فعلى العكس من ذلك فإن الذباب لا يغادر بيت الإنسان ويبقى في المطبخ أو في صالة الغذاء ويعيش على السلب والنهب حيث يهجم على الطعام ويقتات منه من غير أن يبذل أي جهد على عكس النحل، فالذباب يسلب الطعام ولا يترك سوى الفضلات، بينما النحل الذي يوفر لنفسه الغذاء ومن غير أن يسلب الإنسان أي شيء يعود إليه بالعسل الشهي!!!…

ولقد ورد في الحديث أن الذباب كله في النار إلا النحل، وإن كان الذباب يدخل النار لا ليتعذب ولكن ليعذب أهل جهنم، ولربما قد يصبح الإنسان في النار يقتات من الذباب بعدما كان الذباب في الدنيا يقتات من الإنسان. ولكن على العكس من ذلك بل إن الأروع من كل ذلك أن العسل الذي ينتجه النحل في الدنيا يكون شراب أهل الجنة في الآخرة من خلال تلك الأنهار من العسل التي وعد الله بها المؤمنين.

إن الإنسان مثل الحيوان، وعليه أن يختار قبل أن يختار بين الجنة والنار، فهو إما يكون ذبابة ضارة أو يكون نحلة نافعة، ولقد صدق الرسول الكريم مفتاح الجنة إذ يقول : والذي نفسُ محمد بيده، إن مَثَل المؤمن لكمَثَل النَّحلة، أكلَتْ طيبًا، ووضعَتْ طيبًا، ووقعَتْ فلم تكسِرْ ولم تُفسِدْ!!!…

لله ما أكثر الذباب، ويا لله ما أقل النحل، ولقد صدق المثل الشعبي السائر الذي نردده في الجزائر : شكارة من النحل خير من شواري من الذبان؛ وقس على ذلك من الذباب الإلكتروني الذي يقتات من مستنقعات المواقع ويفسد علينا طعام الإعلام في الواقع!!!…

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top