الثلاثاء 14 مايو 2024

انتهى الكلام

الكلام

ما كشفته أحداث الأيام القلية الماضية خاصة داخل الجامعات الأمريكية أن إسرائيل هي من تتحكم في أمريكا وليس العكس

ⓒ أ.ف.ب
كاتب صحفي

ينتهي الكلام عندما تسمع أن ميليشيات “صهيونية” مدججة بالهراوات والسكاكين، تمكنت من الهجوم على اعتصام سلمي للطلبة المؤيدين للفلسطينيين في حرم جامعة كولومبيا في قلب أكبر دولة في العالم، لمدة أكثر من ساعتين ونصف، قبل أن يتدخل الأمن، ذلك أن الأمر لا يمكن وصفه فقط بالتواطؤ المفضوح، لأن تلك القوات الأمنية التي تدخلت متأخرة لمنع تلك الميليشيات من اعتداءاتها، هي نفسها من قامت بعد ذلك، باستكمال ما فشلت فيه الميليشيات الصهيونية، باقتحام اعتصام الطلبة المسالمين في حرم الجامعة، واعتقالهم بطريقة وحشية، بل إن هذا الكلام يصبح بلا معنى أصلا، عندما تخرج تسريبات من فم الطلبة المعتصمين بأن من قام باعتقالهم وإهانتهم وحتى “تعذيبهم” في مراكز الاعتقال الأمريكية في قلب نيويورك، ليسوا في الحقيقة سوى جنود صهاينة شاركوا في حرب غزة، تم استدعاؤهم مؤخرا لاستكمال ما قاموا به من جرائم في غزة داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

الفايدة:

أصبح الحديث عن دور الولايات المتحدة في المأساة الفلسطينية بعد كل الحقائق التي كشفت عنها مأساة غزة، أمر أقرب ما يكون إلى العبث، وبالتالي يتوجب علينا من الآن فصاعدا، الكفر بأي مساع أمريكية أو وساطة أمريكية لحل الأزمة، واعتبار هذا النوع من “الكفر” من صميم العقيدة الإسلامية.

والحاصول:

أن أمريكا هي “إسرائيل” بلا شك ولا ريب، وما كشفته أحداث الأيام القلية الماضية، خاصة داخل الجامعات الأمريكية، أن إسرائيل هي من تتحكم في أمريكا وليس العكس، وأن قرارات البيت الأبيض تصدر من تل أبيب أولا، وأن كل ما تقوم به أمريكا بكل عظمتها بعد ذلك، هو التصديق على أوامر “سيدتها” الصغرى لا أكثر ولا أقل، انتهى الكلام.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top