الثلاثاء 30 أبريل 2024

أي دولة فلسطينية يريدون؟

دولة

أمريكا والغرب عموما لن يقبلوا أبدا بدولة فلسطينية مستقلة حقيقة مهما كان الثمن

ⓒ ح.م
كاتب صحفي

بينما صدعت الولايات المتحدة الأمريكية رؤوسنا بحكاية قبولها بحل الدولتين، فلسطينية وأخرى “إسرائيلية”، جاء الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الرافض لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ليكشف حجم النفاق الأمريكي الكبير في ما يتعلق بقبول فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وأن أمريكا ـ كما صرح بذلك بلينكن مباشرة بعد هذه الفضيحة ـ تريد تحقيق “دولة فلسطينية عبر الوسائل الدبلوماسية مع الضمانات اللازمة لأمن إسرائيل”، أي أن أمريكا كما يردد بعض المعتوهين العرب، لا تريد فقط دولة فلسطينية “كارتونية”، منزوعة السلاح، وإنما دولة شبح، أسوأ من دولة عباس في الضفة الغربية، لا تكتفي بأن تكون دولة تابعة لإسرائيل، وإنما أن يكون من مهامها الأولى الدفاع عن أمن الكيان أيضا.

الفايدة:

أن أمريكا والغرب عموما، لن يقبلوا أبدا بدولة فلسطينية مستقلة حقيقة مهما كان الثمن، لأنهم يعتبرون وفق الرواية الصهيونية، أنها ستكون خطرا وجوديا داهما على بقاء إسرائيل، وأنها ستشرع مباشرة بعد إنشائها في محاولة طرد اليهود من باقي أرض فلسطين، كما ترفع اليوم شعارات المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في شوارع أمريكا وأوربا نفسها “من النهر إلى البحر”.

والحاصول:

أن التسريبات التركية الأخيرة عن مطالب أمريكية غربية باشتراط حل كتائب القسام التابعة لحركة حماس، لقبول تلك الدول لفكرة إنشاء الدولة الفلسطينية تدل أن أمريكا ومن على شاكلتها يريدون دولة فلسطينية مسخ، لا تملك جيشا ولا قوة، وإنما لها شرطة تأتمر بأوامر أمثال دحلان وماجد فرج من الفلسطينيين “الكيوت”، الذين سيشكلون بوجودهم على رأس تلك الدولة ـ كما قال بلينكن ـ “الضمانات اللازمة لأمن إسرائيل”.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top