تنص المادة القانونية المتعلقة بتنصيب المجلس الشعبي البلدي وانتخاب رئيس البلدية علي ما يلي:

“يستدعي الواﱄ المنتخبين قصد تنصيب المجلس الشعبي البلدي خلال الثمانية أيام التي تلي إعلان النتائج النهائية للانتخابات”.

إن عبارة يستدعي الوالي المنتخبين، وخاصة الفعل يستدعي، يعد من الأفعال المخلة والخادشة لما تبقى من الحياء السياسي، فليس من المعقول أن الوالي المعين والذي يمثل السلطة التنفيذية يستدعي منتخبا يتمتع بالإرادة الشعبية التي هي أسمى من السلطة التنفيذية، فالوالي الذي يمثل الإدارة يفترض فيه أن يستدعي من هم تحت وصايته من أمناء عامين ورؤساء دوائر ومديرين تنفيذيين وغيرهم ولا يحق له أن يوجه للمنتخبين أي استدعاء، ولكن للأسف تبقى عبارة يستدعي الوالي المنتخبين تثير الاسمئزاز وتكرس الوصاية على المنتخبين وتفضح منذ البداية إلى النهاية تلك النظرة الدونية والفوقية والتبعية لكل من يحمل صفة منتخب؛ من المنتخب في المجلس الشعبي الوطني إلى المنتخب في المجلس الشعبي البلدي. ولقد كان من باب الاحترام ومن باب الأخلاق أن يضع المشرع كلمة يدعو بدل كلمة يستدعي؛ فالفرق واضح جدا بين الدعوة والاستدعاء، بل إن الوالي لا يحق له على الإطلاق وهو المعين أن يستدعي أو يدعو المنتخبين لأنهم ليسوا معينين مثله أو تحت وصايته حتى يستدعيهم أو يدعوهم بل هم الذين يدعونه!!..

لقد كان يكفي أن يجتمع المنتخبون الفائزون بعضوية المجلس الشعبي البلدي تحت رئاسة أكبرهم سنا وبمساعدة عضوين أصغر سنا من أجل تثبيت عضويتهم وانتخاب رئيسهم بعيدا عن الوالي، تماما مثلما يحدث في انتخاب رئيس المجلس الشعبي الوطني !!!…