الاثنين 29 أبريل 2024

تلاميذ يتلقون وجبات باردة في المدارس بسبب أزمة الزيت

ⓒ cantine6_637483098
صحافية

في وقت يعاني ربع التلاميذ في مناطق الظل من سوء التغذية وحتى لا نقول الجوع، لاتزال المطاعم المدرسية في الجزائر تقدم خدمات دون المستوى، حيث طالب عدد من أولياء التلاميذ وزير التربية الوطنية بضرورة إعادة النظر في الوجبات المقدمة للتلاميذ التي أصبحت تقدم باردة وغير طازجة، وهو الأمر الذي تفاقم بعد أزمة الزيت التي عرفتها الجزائر في ظل الظرف الصحي الراهن.

وأكد أولياء التلاميذ “للاخبارية” أن الوجبات المقدمة للتلاميذ لا تسمن ولا تغني من جوع، حيث تقدم بعض المدارس أنواعا غير صحية، مثل “السندويشات” خاصة بعد أزمة الزيت التي عرفتها الجزائر مؤخرا، موضحين أن هناك مدارس تقدم وجبات باردة تصل إلى قطعة خبز وقطعة جبن، وهو ما لا يتماشى مع التغذية المدرسية، مشيرين إلى أن وزارة التربية تخلت عن الإطعام لصالح وزارة الداخلية والتي تسيرها البلديات، مما أدى إلى عدم تحقيق المساواة والتكافؤ بين التلاميذ، وخلق فوارق كبيرة، حيث أن هناك بلديات تملك ميزانيات وأخرى محدودة الإمكانيات، وقد تم تسجيل فوارق في الإطعام.

والمثير للغرابة أن القائمين على تسيير المطاعم من بلديات ومديري المدارس بمناطق الظل استعانوا بوجبات بسيطة غير مطبوخة، تتكون من بيض مسلوق وخبز وجبن، في عز موجة البرد وجائحة كورونا، ما يعني أنها لا ترقى إلى الوجبة الصحية، وبحسب تأكيد أولياء التلاميذ فإن أبناءهم يبقون جياعا طوال النهار حتى العودة إلى المنزل، الأمر الذي أثار استياءهم التلاميذ، مشيرين إلى أهمية أن يتم تحديد قوائم الوجبات والمنتجات التي يتم تقديمها، مع تكثيف الرقابة على هذا الأمر، خاصة وأن الأطفال سواء في الابتدائي أو المتوسط أو حتى في المرحلة الثانوية، يقضون ساعات طويلة داخل المدرسة، ويحتاجون لوجبات تجدد نشاطهم وتساعدهم على التركيز.

من جانبه أكد الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية “ساتاف” بوعلام عمورة في تصريح خص به الاخبارية أن المطاعم المدرسية في الجزائر ما تزال تعاني من مشاكل بالجملة، بسبب التجاوزات المسجلة داخل هذه الهياكل وسوء التسيير والتنسيق بين القائمين على هذا الملف مما يعيق عملية الإطعام المدرسي، باعتبار أن هذا الأخير نشاط اجتماعي مكمل للفعل التربوي والبيداغوجي، لذلك وجب الحرص على فعالية هذا المرفق وتفعيل دوره من أجل تحسين نوعية وتركيبة الوجبات ومدى تطابقها مع البرنامج الغذائي المعتمد.

وأضاف المتحدث ذاته أنه في الوقت الحالي أصبحت الوجبات في المدارس باردة تماما، خاصة بعد أزمة الزيت، الأمر الذي أدى لعزوف التلاميذ عن الأكل، وأصبحوا ينتظرون انتهاء الدوام المدرسي، لشراء سندويتشات أو ما يرغبون في شرائه من الخارج، نظرا لرداءة الأصناف المقدمة.

وأشار بوعلام عمورة إلى أن مشكل الإطعام في الجزائر راجع إلى تسيير هذه الأخيرة من طرف البلديات، وهذا ما يشكل فارقا بين مدرسة وأخرى بحسب الإمكانات حيث هناك بلديات تقدم وجبة بتكلفة 105 دج للتلميذ، وأخرى خاصة المتواجدة في المناطق النائية بـ45 دج، داعيا وزارة التربية إلى إعادة النظر في تسيير المطاعم المدرسية، خاصة الابتدائيات من أجل عدم التميز ووضع ميزانية مخصصة تقدم لكل بلديات الوطن.

وأضاف عمورة بخصوص قائمة الطعام الأسبوعية، أن هذه القائمة تحدد حسب الميزانية، علاوة على انعدام الطباخين، وتكليف العمال العاديين والمنظفات بطبخ الوجبات، مع نقص التكوين في هذا المجال، مما يجعل الوجبات متكررة أسبوعيا، وتفتقد للنوعية والقيمة الغذائية التي تساعد التلاميذ، وهذا ما يدعو للقلق حول صحة التلاميذ وإمكانية الإصابة بأمراض، مطالبا المسؤولين بتقديم أرقى الخدمات للأطفال خاصة مع غلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية، وزيادة الفقر، حيث هناك أطفال يعانون من سوء التغذية لذا يجب إطعامهم بشكل يتمشى مع نظام التغذية المعمول به من بروتينات وفيتامينات وغيرها، ليناولوا جميعا القيمة الغذائية نفسها بعيدا عن التحيز والتمييز.

الوجبات الباردة قد تسبب مشاكل في الأمعاء والمعدة

وأكدت دراسات علمية على ضرورة الحرص على المقاييس الصحية في إعداد الوجبات المدرسية خاصة في ظل الظرف الصحي الراهن، الذي يلزم على القائمين توفير وجبات مثالية غنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية التي يحتاجها التلاميذ، مع ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية مشددة لضمان جودة التغذية المدرسية ونظافتها.

وشددت الدراسات ذاتها على ضرورة الابتعاد عن الوجبات الباردة السريعة على غرار السندويشات التي قد تسبب نقل البكتيريا بين التلاميذ نظرا إلى لمسهم الوجبة مباشرة بالأيدي، ما قد يشكل خطرا على صحتهم بالتزامن مع الوضع الصحي الحرج، والتخوف من الإصابة بعدوى فيروس كورونا.

يذكر أن رئيس الجمهورية قد أسدى تعليمات لوزير الداخلية والولاة قصد التكفل بالنقل المدرسي وكذا تقديم الوجبات الساخنة لتلاميذ مناطق الظل، والتعليمات جاءت بعد وصول تقارير إلى الرئاسة مفادها أن التلاميذ يعانون الأمرين من الخدمات المقدمة على مستوى المطاعم المدرسة التي تحولت إلى بؤر لنقل الأمراض وخطرا يهدد صحة الأولاد.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top