الاثنين 06 مايو 2024

السر الخفي وراء التحالف المخزني الصهيوني..!

السر

هناك سر كبير يخفيه المخزن المغربي عن شعبه بخصوص تحالفه السري في الماضي والعلني اليوم مع الصهاينة، وهو السر الذي لا يريد أن يكشفه أو يسمع

ⓒ السر
كاتب صحفي

هناك سر كبير يخفيه المخزن المغربي عن شعبه بخصوص تحالفه السر ي في الماضي والعلني اليوم مع الصهاينة، وهو السر الذي لا يريد أن يكشفه أو يسمع به أحد، ذلك أنه يحيل مجمل العرش الملكي الذي يحيك حوله اليوم الإعلام المخزني الأساطير والبطولات الخارقة التي تمتد إلى 12 قرنا كما يزعمون، إلى خرقة بالية تحركها الخيانة والتآمر والتحالف السري والعلني مع أعداء الأمة من الصهاينة، من أجل الحفاظ على العرش والبقاء جاثما فوق صدور المغاربة.

ولعل الدارس للتاريخ المغربي الحديث، الذي لا تذكره المقررات الرسمية بالطبع، سيكتشف دون عناء، السر الكبير وراء القرار المخزني الأخير بالتحالف الشامل والكامل والعلني مع الصهاينة على حساب قضايا الأمة العربية، بعد أن كان في الماضي تحالفا سريا ينتظر الفرصة المناسبة فقط، لإخراجه للعلن، وقد وجد المخططون من جماعة أزولاي وأمثاله، الفرصة الذهبية في توظيف قضية الصحراء الغربية، وإدماج الاعتراف الأمريكي الذي يتحكم فيه اللوبي اليهودي بشكل واضح، لتسويق هذه الخيانة تحت عنوان براق لتنويم الشعب المغربي المغلوب على أمره، وإقناعه أن الارتماء في أحضان اليهود هو الطريق الوحيد للحفاظ على ما يسمونه الوحدة الترابية للمغرب، وكذا النجاة من خطر وهمي يسمونه النظام العسكري الجزائري.

وتعود أصل الحكاية كلها إلى قرار الأمير الحسن الثاني في فترة نفي والده الملك محمد الخامس ما بين العامين 1953 و1955 إلى جزيرة مدغشقر، الاتصال والتواصل بالإسرائيليين اعتمادا على قناة اليهود المغاربة، لكي يعيدوا والده إلى الحكم اعتمادا على النفوذ الكبير الذي يحظى به اللوبي اليهودي خاصة في الولايات المتحدة، وبالفعل فقد وجد تجاوبا في المرحلة الأولى من يهود المغرب الذين كانوا يشعرون بقلق متزايد من عزل الملك محمد الخامس وجلب الفرنسيين لسلطان آخر هو محمد بن عرفة، مع الاعتماد على شخصيات مغربية أخرى نافذة مثل الجلاوي باشا من مراكش ليلعبوا دورا جديدا في المغرب، وقد خشيت الأقلية اليهودية في المغرب وقتها أن تصبح مصالحها في المغرب في خطر جراء تلك التغييرات فقررت التجاوب سريعا مع مطالب الأمير الحسن الثاني وربطت له علاقات قوية مع دولة الكيان واللوبي اليهودي في أمريكا.

ويذكر الصحافي المصري الكبير محمد حسنين هيكل في مذكراته، أنه التقى الحسن الثاني وقتها وأخبره بالحرف :”أنا لدي حزب في إسرائيل قوامه 200 ألف يهودي مغربي سيكونون سندا قويا لحكمي”، وبالفعل فقد لعب هؤلاء اليهود المغاربة دورا حاسما بالنظر إلى المناصب الحساسة التي كانوا يحتلونها في دولة الكيان وفي أمريكا في إعادة والده محمد الخامس إلى العرش الملكي وبالتالي توليه هو فيما بعد حكم المغرب.

لم يكن الحسن الثاني يراهن أبدا على دور الجماهير في عودة أبيه، ولا حتى في الدعم العربي ولا حتى في ما قدمته الثورة الجزائرية من دعم كبير من خلال هجماتها العسكرية ضد المستعمر الفرنسي تضامنا مع الملك المغربي عقب نفيه، وظل يعتقد أن دور اليهود في عودة والده للحكم هو الحاسم، وهو السبب الذي جعله يتنكر بعكس والده للتضحيات التي قدمها الجزائريون في سبيل استعادة العرش الملكي لوالده، بل وراح يعتقد أن استقلال الجزائر عن فرنسا غير ممكن عمليا، وبالتالي فقد قرر اللعب من خلف والده ضد قيادات الثورة الجزائرية التي كانت حينها بالمغرب، حتى كانت واقعة اختطاف طائرة زعماء الثورة الجزائرية الستة في 22 أكتوبر 1956 التي وجهت فيها أصابع الاتهام للحسن الثاني بالتورط فيها مباشرة، وذلك من دون علم والده الذي كان مدافعا حقيقيا عن حق الشعب الجزائري في الحرية والاستقلال.

والحقيقة أنه مع تولي الحسن الثاني مقاليد الحكم بعد وفاة والده، كان عليه كما كان يعتقد أن يدفع ثمن المساعدة اليهودية “الثمينة” لاستعادة الحكم في المغرب، والتي بدأت بفتح مجال الهجرة الواسعة لليهود المغاربة إلى دولة الكيان ضمن صفقات مشبوهة، وتواصلت بعدها ضمن التعاون الاستخباراتي القوي بين المخزن والموساد والذي كشفت عنه الكثير من التسريبات حول ما جرى خاصة في قمتي الدار البيضاء والرباط العربيتين (1965_1969) وأدت إلى هزائم الجيوش العربية في مواجهة الجيش الإسرائيلي.

غير أن استعداد المخزن المغربي لدفع تلك الخدمة “اليهودية” للعرش العلوي ظل دائما قويا وحاضرا، حتى والمخزن لم يكن بمقدوره التصريح بعمالته للصهاينة، أمام شعبه المحب للقضية الفلسطينية، لتستمر العلاقات السرية تحت الطاولة قوية برعاية مستشار الملك أندير أزولاي، بحجة امتلاك المغرب جالية يهودية ضخمة من قرابة مليون يهودي مغربي في إسرائيل، ولا تنتظر إلا الفرصة المناسبة لإخراجها إلى العلن ضمن محسنات بديعية يمكن للشعب المغربي أن يتقبلها.

وبالفعل، لم تكد موجة التطبيع الجديدة التي دخلتها بعض الدول العربية أن تظهر أخيرا، وظهور ما يسمى باتفاقيات أبراهام، حتى وجد المخزن الفرصة المناسبة لإسقاط الحرج عنه أمام شعبه، باستثمار قضية الصحراء الغربية والوحدة الترابية لإعلان التحالف الاستراتيجي والعسكري الشامل والكامل مع دولة الكيان، وهو ما لم تفعله أي دولة عربية مطبّعة أخرى، وليعيد معها التاريخ نفسه، حين لجأ المخزن في خمسينيات القرن الماضي لليهود لإنقاذه واسترجاع العرش الملكي، كما يلجأ اليوم أيضا وبعد حوالي 70 سنة لكي يسيطر على أراضي الصحراء الغربية إلى الاحتلال الذي يسيطر على أراضي فلسطين والقدس، ليثبت بذلك المخزن بشكل قاطع أنه نظام من طينة واحدة مع الصهاينة، وأن تحالفهم المعلن مؤخرا وبتلك الصفاقة وقلة الحياء، لم يكن في حقيقة الأمر سوى تحصيل حاصل.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top