أنستنا الأحداث الدامية في غزة للأسف، التطورات الكبيرة والدراماتيكية التي تحدث حاليا في أحد أكبر الدول العربية مساحة وأهمية وهو السودان الشقيق، ومع ذلك فإن ما يجري حاليا خاصة مع دخول شهر رمضان باستعادة الجيش السوداني السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون بأم درمان، وطرد ميليشيات الدعم السريع المدعومة إماراتيا وإسرائيليا منه، يعد بحق تحولا كبيرا، يفرض نفسه فرضا علينا، ورأيي أن هذا الحدث الكبير سيكون له ما بعده في هذه الحرب الطاحنة والمنسية، ناحية استعادة الجيش السوداني والدولة السيطرة على البلاد بعد أن كادت السودان أن تنهار تماما عقب اجتياح الميليشيات لمساحات واسعة من أراضي السودان وصلت إلى حوالي 70 بالمائة، ووصول الجيش السوداني إلى حافة الانهيار.

الفايدة:

أن هذا التحول الكبير والإيجابي في موازين القوى داخل السودان الشقيق، جاء بعد الزيارة التاريخية لرئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان للجزائر قبل أسابيع، وكذا الاتصالات المتقدمة للخرطوم بإيران، ما يجعل الخرطوم ضمن حلف جديد يبشر بنهاية سطوة دول الخليج وفي مقدمتها الإمارات التي يحملها جل السودانيين مسؤولية المأساة القائمة.

والحاصول:

لقد دخل سلاح الطيران المسير حلبة الصراع بقوة لفائدة الجيش السوداني، وهو الذي سيحسم المعركة في النهاية، على أمل أن تكون “اليد الجزائرية” مباركة على إخواننا في السودان، كما نأمل أن يكون شهر رمضان مباركا على كل إخواننا الطيبين في السودان.