الجمعة 10 مايو 2024

من يستقوي بمن؟

من

الجزائر التي تقيم علاقاتها مع الدول وفق رؤيتها التحررية غير التابعة لأي طرف ليست ضعيفة حتى تلجأ للاستقواء لا بإيران ولا بغيرها كما يفعل المخزن الذي وصل به الهوان والخنوع إلى درجة الاستقواء بأعداء الأمة

ⓒ ح.م
كاتب صحفي

المتابع لما يكتب وينشر في المغرب هذه الأيام بعد قمة الغاز، سيلاحظ بشكل واضح حجم الرعب من تحركات الجزائر في قضيتين كبيرتين؛ الأولى قضية تبني الجزائر المفاجئ لقضية استقلال “منطقة الريف” في الشمال، والثانية هي قضية التحالف الجزائري الإيراني بعد لقاء الرئيسين تبون ورئيسي خلال قمة الغاز بالجزائر.

والمثير في القضية أن النغمة الأبرز في كل ذلك هي اتفاق أبواق المخزن على حكاية “استقواء” الجزائر بإيران ضد المغرب، مع ربط قضية “الريف” بالتقارب الجزائري الإيراني وإمكانية دعم طهران لفكرة تقسيم المغرب، إلا أن الأكثر إثارة وغرابة في الموضوع، أن سمفونية “الاستقواء” التي يعزفها حاليا المخازنية، تتجاوز بشكل مثير للشفقة حقيقة “استقواء” المخزن بالصهاينة وتحالفه معهم ضد الجزائر مباشرة، و”استقواء” المخزن أيضا بالأمريكان وبدول الخليج ضمن دائرة تحالف “المملكات الكرتوتية”، وهو التحالف و”الاستقواء” الحقيقي الذي يمارسه المخزن منذ عقود طويلة وبطريقة كلاسيكية دون أن يرفق ذلك بأي عزف لسيمفونية الاستقواء الجديدة التي بات يعزفها الآن صباح مساء.

الفايدة:

أن الجزائر التي تقيم علاقاتها مع الدول وفق رؤيتها التحررية غير التابعة لأي طرف، ليست ضعيفة حتى تلجأ للاستقواء لا بإيران ولا بغيرها كما يفعل المخزن الذي وصل به الهوان والخنوع إلى درجة الاستقواء بأعداء الأمة، بل الجزائر، كما يقر بذلك العالم كله، هي دولة قوية بذاتها وإمكانياتها، وكل علاقاتها مع الآخر هي علاقات ندّية لخدمة مصالح مشتركة لا أكثر ولا أقل.

والحاصول:

الضعفاء وحدهم مهووسون بفكرة “الاستقواء”، على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي، وعلى مستوى الفعل الميداني خصوصا، ويكفي المخزن الذي يدندن الآن حول هذه القضية، يكفيه ذلا ومهانة، أنه أول من لجأ إلى الاستقواء بالصهاينة في منطقة المغرب العربي، إلى درجة الارتماء في أحضانهم عاريا دون أدنى حياء.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top