الجمعة 03 مايو 2024

إسبانيا تسعى للوساطة بين الجزائر والمغرب

ⓒ thumbs_b_c_2e90deb4b300dd6eadeef8ad7f31dbb1
مسؤول النشر

ذكرت مصادر إسبانية، أن مدريد تسعى للوساطة بين الجزائر والمغرب، خلال اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط، المرتقب يومي 28 و29 من شهر نوفمبر الجاري بمدينة برشلونة.

“التقريب بين القوتين الكبيرتين في المغرب العربي، الجزائر والمغرب لن يكون سهلا على الدبلوماسية الإسبانية، ولكن التوازن مستحيل تقريبا بسبب تصعيد التوتر بين البلدين الجارين، بعد قطع الجزائر لعلاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بسبب استفزازات هذا الأخير، وقتله لـ3 جزائريين قصفا بالصحراء الغربية في 1 نوفمبر”، هكذا فتح ميغال غونزاليز، مقالته في صحيفة “الباييس”، وهو يتحدث عما سمّاه” خشية إسبانيا من أن تصبح رهينة للنزاع بين الجزائر والمغرب”.
تقول الصحيفة، في وزارة الخارجية الإسبانية، وفي أثناء إحياء الذكرى السادسة والأربعين لما يسمى “المسيرة الخضراء” التي أدت إلى تخلي إسبانيا عن الصحراء الغربية، كان الخطاب الذي ألقاه محمد السادس مقلقًا جداً، ليس بسبب محتواه بقدر ما هو بسبب اللهجة الحادة، حيث اغتنم الملك الفرصة لإطلاق رسائل تحذيرية لإسبانيا ودول الاتحاد الأوروبي عامة.

وفي إشارة إلى الشركاء الأوروبيين، قال محمد السادس، لمن “يتخذون مواقف غير محددة بشأن الخلاف، إن المغرب لن يتخذ معهم أي خطوة اقتصادية أو ثقافية لا تشمل الصحراء”.
ويوضح كاتب المقال أن “هذا الإشعار يأتي بعد أن ألغت محكمة الاتحاد الأوروبي اتفاقيات الصيد والتجارة مع الرباط التي تشمل مياه وأراضي الصحراء الغربية.

والأكثر إثارة للقلق، بحسب غونزاليز، كانت العبارة الأخرى التي قالها الملك المغربي وهي”من حقنا الآن أن نتوقع مواقف أكثر جرأة وأوضح من شركائنا فيما يتعلق بمسألة وحدة أراضي المملكة”، فهو مشابه جداً لما قاله، في جانفي الماضي، رئيس الدبلوماسية المغربية، ناصر بوريطة، الذي حث الدول الأوروبية، بما في ذلك إسبانيا، على “الخروج من منطقة الراحة” والتدخل في نزاع الصحراء الغربية لصالح أطروحات الرباط.

وتستطرد الصحيفة أن المغرب كان حريصًا على الاستفادة من اعتراف الرئيس ترامب بما يسمى “مغربية الصحراء”، آنذاك، ثم جاءت الأزمة الدبلوماسية الخطيرة التي أثارها قرار استضافة زعيم البوليساريو للعلاج من فيروس كورونا، لكن الرباط عادت إلى نقطة البداية لتضغط من جديد على أوروبا لتغيير سياستها بشأن الصحراء.

يقول ميغال غونزاليز إن من أجمل كلمات محمد السادس التي صدرت في ذكرى عيد ميلاده في 20 أوت في خطابه غير المنتظر حيث أعرب عن رغبته في بدء مرحلة غير مسبوقة في العلاقات الثنائية مع إسبانيا. وفي 12 أكتوبر، بمناسبة العيد الوطني لإسبانيا، هنأ نفسه على “العلاقات الممتازة” بين البلدين، ويضيف الكاتب “لكن المغرب لم يتخذ بعد خطوة لتطبيع العلاقات، فهو لم يرجع سفيره إلى مدريد الذي دعاه إلى المشاورات في ماي الماضي”. وكذلك لم يتم إعادة فتح الحدود مع سبتة ومليلية، ولا تزال الزيارة الأولى لوزير الخارجية خوسيه مانويل الباريس إلى الرباط معلقة.

ثم يعرج كاتب المقالة إلى أن العامل الأكثر قتامة هو تصعيد التوتر بين الجزائر والمغرب، والذي كان يهدد إسبانيا بالوقوع في الفخ، فبعد انهيار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قررت الجزائر إغلاق خط الغاز المغاربي الأوروبي، الذي كان ينقل 6 آلاف متر مكعب من الغاز سنويًا إلى إسبانيا عبر المغرب. وكانت الرباط الأكثر تضرراً من هذا القرار، فقد فقدت 7% من الغاز كخسائر، والمتضرر الثاني هو إسبانيا التي سيتعين عليها أن تعتمد على الغاز المسال، وهو بالضرورة أكثر تكلفة، بحسب الصحيفة.

وتؤكد الصحيفة أن الجزائر التزمت بزيادة قدرة مد خط الغاز، الذي يربط سواحلها بساحل ألميريا، من 8 إلى 10 آلاف متر مكعب، لكن هذا لا يغطي الفجوة التي خلفها إغلاق خط الغاز المغاربي الأوروبي.
ونقلت اليومية الإسبانية “آل باييس”، عن مصادر استخباراتية إسبانية، أن الهجوم الدموي المغربي ضد ثلاثة رعايا جزائريين يوم 1 نوفمبر الفارط في أثناء أدائهم لرحلة بين نواقشط وورقلة، “تم بواسطة طائرة مسيرة” وأنه “كان متعمدا ولم يحصل بالخطأ”.

وجاء في الجريدة الإسبانية “أكدت مصادر استخباراتية إسبانية أن الهجوم قد تم بواسطة طائرات دون طيار وتشك في أن يكون الأمر حصل بالخطأ”.

كما أكدت هذه المصادر “نتائج التحقيق الذي أجرته السلطات الجزائرية غداة الاعتداء والتي أوضحت أن الهجوم تم بواسطة سلاح متطور”.

وقالت المصادر الاستخباراتية نفسها نقلا عن “الباييس”، إنها تتمنى عدم خروج الأزمة بين المغرب والجزائر من السيطرة لكن الوضع خطير جدا بين البلدين”، وترى في المواجهة الدبلوماسية الحالية وسباق التسلح منذ سنوات عاملا يهدد العلاقة بين البلدين بالانفجار، الصحيفة قالت إن المغرب بعد اعترافه بالكيان الصهيوني استقبل أجهزة متطورة من الكيان العبري لاستغلالها كوسيلة ردع في تحقيق التوازن في ظل التفوق العسكري الجزائري التقليدي.

وتختتم الصحيفة مقالها أنه “لا أحد طلب الوساطة من الدبلوماسية الإسبانية التي تتمنى في أن تجمع وزيري الجزائر والمغرب في المنتدى من أجل المتوسط المزمع تنظيمه في 29 نوفمبر”.

يشار إلى أن وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أعاد الحديث عن محاولات التقريب بين الجزائر والمغرب، بعد الكشف عن رغبة مدريد إجراء وساطة بينهما، والتطرق إلى العلاقات بين الجزائر والمغرب التي تشهد توترا منذ قرار الرئيس عبد المجيد تبون قطع العلاقات الثنائية بعد تهور الجار المغربي الذي تجاوز الأعراف الدبلوماسية، فكان القرار السيادي بتاريخ 24 أوت الماضي.

وفي حوار مع جريدة “دياريو دي سيفيا”، الأحد الماضي، قال وزير الخارجية الإسباني حول الأزمة بين المغرب والجزائر إنها شائكة وغير مرغوب فيها، مشيرا إلى أن “المغرب والجزائر بلدان شريكان أساسيان لإسبانيا والاتحاد الأوروبي، ومعهما نبني العلاقة في البحر الأبيض المتوسط. وخلال يومي 28 و29 نوفمبر الجاري ستحتضن برشلونة اجتماعا لاتحاد المتوسط، حيث سنبحث هذه القضايا. نحن في إسبانيا سنعمل دائما من أجل الانفراج ومن أجل حسن الجوار ومن أجل التعاون وبناء البحر الأبيض المتوسط. الحوار أساسي في هذا الشأن”، على حد تصريحه.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top