موافقة الكونغرس على تحويل حزمة مالية ضخمة بـ26 مليار دولار للكيان الصهيوني، بعد ساعات قليلة من رفع واشنطن الفيتو في وجه اعتماد عضوية فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، يشير بوضوح إلى أن “إسرائيل” هي أمريكا بل إنها هي “قلب أمريكا” كما اعترف بذلك الكثيرون داخلها، وأن الفلسطينيين لا يقاتلون في الحقيقة “إسرائيل” الدولة المجهرية، رغم محاولات نفخها إعلاميا وعسكريا، وإنما يقاتلون أمريكا الدولة العظمى، ومعها كل الحلف الصليبي الأوربي، وهي الحقيقة التي ينبغي على العرب إدراكها، كما أدركها اليوم بشكل كامل أهلنا في غزة، لكنهم مع ذلك قرروا الوقوف في وجهها، على الرغم من أنهم لا يملكون أسلحة كافية، لكنهم يملكون في المقابل إيمانا عظيما، يتجاوز عظمة أمريكا نفسها.

الفايدة:

على العرب المتحالفين مع أمريكا بدعوى مواجهة الخطر الإيراني، أن يدركوا أنهم بالضرورة متحالفون مع الصهاينة الذين يقتلون إخوانهم في غزة وفلسطين، لأن إسرائيل هي قلب أمريكا النابض الذي لا يمكنها أن تعيش من دونه، وهو الأمر الذي تكشف أخيرا بعد أن وجد العرب أنفسهم إلى جانب أمريكا في صد الضربات الإيرانية للداخل الإسرائيلي، وبات حقيقة لا يمكن نكرانها.

والحاصول:

إذا أراد العرب أن يعودوا إلى دورهم القيادي الحضاري، عليهم أولا التخلص من عقلية الاصطفاف المجاني مع هذا الطرف أو ذاك، فإذا كانوا يرون في إيران خطرا على عروشهم، فإن أمريكا التي ترى في إسرائيل قلبها النابض، هي خطر على شعوبهم ومقدساتهم، وبالتالي فإن الاصطفاف مع هذا الطرف أو ذلك، هو تماما كالمستجير من الرمضاء بالنار، وليس أمامهم إذا أرادوا أن لا تدوسهم الأرجل في غبار المعركة، إلا أن يعتمدوا على أنفسهم، ويعودوا كما كانوا في الماضي، قوة عظيمة هي قلب العالم.