الخميس 02 مايو 2024

البلادة الشاملة

البلادة

الأمة العربية والإسلامية تدخل في حالة من البلادة الشاملة حيال ما يجري في غزة

ⓒ ح.م
كاتب صحفي

شيئا فشيئا، وبعد مرور قرابة الستة أشهر من العدوان والقتل والدمار والتجويع، وصور الدماء والأشلاء، دخلت الأمة العربية والإسلامية في حالة من البلادة الشاملة، بموت الإحساس حيال ما يجري في غزة، وتحول الأمر كله إلى عادة يشاهدها الجميع كل يوم، دون أن تحرك في الناس ساكنا، بحيث سرعان ما تراجعت معها صور التضامن والتفاعل ورجع الجميع إلى عاداتهم القديمة، ويكفي للتدليل على ذلك رؤية مباريات كرة القدم في عالمنا العربي، وكيف ينغمس شباب الأمة في تفاصيل هذه اللعبة وأحوال اللاعبين لدرجة الهيام، بل إلى حد البكاء أحيانا على خسارة مباراة أو الفرح الجنوني لكسب مباراة، بينما لا تلقى غزة التي تذبح على مرأى ومسمع اللاعبين والمتفرجين من جميع الفئات والأعمار، مقدار عشر معشار ما تلقاه كرة القدم من اهتمام، ولا يختلف الأمر أيضا عند عوالم الفن والتمثيل والرقص وباقي أصناف اللهو والفجور المنتشرة للأسف الشديد.

الفايدة:

لقد تمكن الأعداء من الصهاينة ومن يساندهم من الحكام والمحكومين، من أن يتحكموا في كل شيء حتى في مشاعر المسلمين تجاه دماء إخوانهم، إلى درجة لم تنتزع معه النخوة والغيرة فقط من القلوب على حرمات الله التي تنتهك جهارا نهارا في غزة وفلسطين، بل انتزعت معها أيضا مظاهر التعاطف البسيطة إلى درجة البلادة الشاملة.

والحاصول:

“فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”، صدق الله العظيم.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top