الجمعة 10 مايو 2024

جمهورية الريف

جمهورية الريف

قبول الجزائر بإنشاء مكتب تمثيلية "جمهورية الريف" التي تطالب بالانفصال عن المملكة المخزنية هو تحول كبير ومنعرج هائل

ⓒ أ.ف.ب
كاتب صحفي

أعتقد أن قبول الجزائر بإنشاء مكتب تمثيلية “جمهورية الريف” التي تطالب بالانفصال عن المملكة المخزنية على أراضيها، هو تحول كبير ومنعرج هائل، لم يكن ليحدث أبدا لولا الخطوات الاستفزازية الخطيرة التي أقدم عليها المخزن عبر حركتين غبيتين جدا؛ الأولى الدعم الدبلوماسي العلني للمخزن لحركة الماك الإرهابية الساعية بدورها لإنشاء ما يسمى بـ”جمهورية القبائل” في شمال الجزائر، والثانية هي التحالف المخزني مع الكيان الصهيوني المنخرط بدوره في دعم “الماك” الإرهابي بغرض تقسيم الجزائر، وبالتالي فإن الخطوة الجزائرية الجديدة ناحية الرد بورقة “جمهورية الريف” في شمال المغرب، ليست أكثر من ردة فعل لا أظن أن السلطات الجزائرية كانت ترغب فيها، تماما كان قرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لكنها وجدت نفسها مضطرة إليها اضطرارا.

الفايدة:

أن الجزائر لم تكن يوما مع فكرة التقسيم والتشتت أبدا، كما أنها سعت طويلا ومنذ استقلالها للدفع بفكرة بناء المغرب العربي الكبير، انطلاقا من فكرة ثورية عنوانها “مغرب الشعوب”، إلا أن الفكر التوسعي لنظام المخزن الذي ما زال يعيش في أوهامه الإمبراطورية الفارغة، انطلاقا من محاولاته تجسيد الرؤية المريضة لعلال الفاسي التي أدت لحرب الرمال مع الجزائر في 1963 والمنطلقة من نظرة جغرافية متخلفة ترى في جزء كبير من غرب الجزائر بأنها “الصحراء الشرقية” للمغرب، وإلى غاية التوهم بضم موريتانيا أيضا إلى مملكة العلويين الوهمية.

والحاصول:

بدأت الحكاية بتندوف وبشار، وامتدت بعدها للصحراء الغربية، ثم وصلت حدود منطقة القبائل، وها هي تدور الآن في منطقة الريف شمال المغرب، فهل يتعظ المخزن المتصهين بأن اللعب بالأوراق الخطيرة كالانفصال والتقسيم و”الاقتطاع” من شأنه أن ينقلب عليه هو قبل غيره، وبالتالي يقرر أن يعود إلى رشده قبل فوات الأوان؟.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top