الخميس 02 مايو 2024

تهافت على اقتناء ملابس العيد رغم “الغلاء الفاحش”

اقتناء

ماراطون كسوة العيد يتواصل في الأيام الأخيرة من رمضان

ⓒ ح.م
  • زبدي: جشع التجار ألهب أسعار ملابس الأطفال عشية العيد
صحافية

مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تتجه أنظار العائلات الجزائرية نحو اقتناء ملابس العيد، ولكن ما يبدأ كاحتفال بالمناسبة السعيدة يتحول في كثير من الأحيان إلى تحد يواجهه الكثيرون، وهو ارتفاع أسعار الملابس بشكل ملحوظ.

انتقلت “الإخبارية” إلى بعض المحال التجارية والأسواق الشعبية في العاصمة والتي تعرف حركية تجارية كبيرة هذه الأيام الأخيرة من رمضان أين تجد إقبالا تصاعديا للمواطنين من مختلف الأعمار على اقتناء ملابس العيد، التي تشهد هي الأخرى ارتفاعا كبيرا في الأسعار فاق الخيال، الأمر الذي وضع المواطنين، أمام الأمر الواقع في ما يخص إجبارية اقتناء الملابس للأطفال بالرغم من الغلاء.

وبحسب ما وقفنا عليه فإن الكثير من العائلات أجمعت على أن الأسعار تكاد تكون جنونية مقارنة بالسنة الماضية، حيث بلغ سعر القطعة من ملابس الفتيات بين 5000 و12000 دج.

وعبرت العديد من العائلات الجزائرية عن استيائها من غلاء ملابس العيد، وأكدت ربة بيت وأم لـ 4 أطفال أن الأسعار أصبحت مرتفعة بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة.

ويعتبر العديد من الأسر أن الأسعار المرتفعة تجعل من الصعب عليها تلبية احتياجات أفراد الأسرة، ما يجعلها تبحث عن بدائل أرخص وأقل تكلفة.

وفي تصريح العديد من الأمهات، كشفن لـ “الإخبارية ”، أن الأولياء مجبرون على اقتناء ملابس العيد للأطفال، لإدخال الفرحة عليهم يوم العيد، بالرغم من الغلاء الفاحش للملابس، خاصة ما تعلق بلباس الفتيات، والتي فاق سعرها الخيال.

في المقابل، يرى آخرون أن بعض التجار يستغلون موسم العيد لتحقيق أرباح غير مشروعة عبر رفع الأسعار بشكل مفرط.

ندرة بعض الألبسة المستوردة سبب الغلاء

من جانبهم، يعبر التجار عن آرائهم المتباينة بشأن غلاء ملابس العيد، بعضهم يرجع الارتفاع في الأسعار إلى زيادة التكاليف، مما يجعلهم يضطرون إلى رفع الأسعار للتغطية عليها وضمان استمرارية العمل، فيما يشير البعض إلى أن هذا الارتفاع يعود إلى عدة عوامل، منها التضخم الاقتصادي وزيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.

ويرى آخرون أن أسباب ارتفاع أسعار الملابس في فترة العيد يعود إلى زيادة الطلب على الملابس بسبب هذه المناسبة الخاصة، والتسويق المكثف من قبل المتاجر والعلامات التجارية، وارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل.

مواقع التواصل الاجتماعي فضاء لعرض ملابس العيد

مع انتشار التسوق والتجارة الإلكترونية، أصبح من السهل على الناس الوصول إلى مجموعة واسعة من الملابس. تعرض تقريبا كل المحلات والمراكز التجارية الكبرى، بصفحاتها عبر “الفايسبوك” و”الإنستغرام” كل السلع المتوفرة مع أسعارها، في صورة تسهل على الأمهات عملية البحث عن ألبسة العيد، من خلال التجوال في هذه الصفحات واختيار الألبسة التي تتناسب مع أذواقهم وقدرتهم الشرائية، وهذا لتفادي التعب والإرهاق ومشقة الصيام، حيث تجد العائلات ملابس الأطفال وملابس النساء والرجال معروضة بكل الأنواع والأحجام، مع توفير خدمة التوصيل المجاني أو بسعر رمزي تحت شعار: «السلعة توصلك لباب الدار»، في صورة مميزة تجنب عناء التنقل والتجوال بين المحال في ظل الإقبال الكبير للمواطنين عليها.

ولكن هذه السهولة قد تأتي بثمن باهظ، فبدلا من التمتع بمناسبة العيد والاحتفال بها بروح من البهجة والسرور، يجد الكثيرون أنفسهم يواجهون غلاء الأسعار الذي يجعل من الصعب عليهم تحمل التكاليف.

زبدي: الجزائر لم تصل بعد إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات النسيجية

وبدوره أكد رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، في تصريح صحفي، أن أسعار ملابس الأطفال شهدت ارتفاعا قياسيا بمناسبة عيد الفطر المبارك، موضحا أنها ارتفعت منذ مدة بعد التقلبات التي شهدتها السوق خلال السنوات الأخيرة، ويزيد ارتفاعها بصورة غير مبررة مع مقربة عيد الفطر بسبب جشع بعض التجار.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن مصالحه قد تلقت عدة شكاوى في ما يخص ارتفاع أسعار الملابس الخاصة بالأطفال، حيث كانت بعض الملابس بأسعار معينة ثم تضاعفت أسعارها بصورة مفاجئة مع اقتراب العيد.

وقال زبدي، إن الجزائر لم تصل بعد إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات النسيجية، لا سيما وأن كل المنتجات الخاصة بالنسيج تعد مستوردة من آسيا أو أوروبا.

وفي ما يخص إجراءات تنظيم السوق، أوضح المسؤول نفسه، أنها تعد من صلاحيات وزارة التجارة والتي هي المخولة الوحيدة في هذا الإطار، مبرزا أن هنالك عمليات قد تمت من طرف الوزارة الوصية فيما يخص ضبط منتوجات أخرى خاصة فيما يتعلق بالخضر والفواكه.

ويبقى غلاء ملابس العيد قضية اهتمام للعديد من العائلات الجزائرية والتجار، حيث تتطلب حلولا شاملة تضمن توفير ملابس بأسعار معقولة تتناسب مع الظروف الاقتصادية الحالية.

ويطالب العديد من المواطنين الحكومة باتخاذ إجراءات للحد من غلاء ملابس العيد، سواء من خلال تنظيم الأسواق ومراقبة الأسعار، أو من خلال تقديم دعم مالي للعائلات ذات الدخل المحدود لتمكينها من شراء الملابس بأسعار معقولة.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top