يكون من الطبيعي جدا، أن يندد المتنافسون المنهزمون من المترشحين بنتائج الانتخابات الرئاسية خاصة إذا كان هؤلاء من المعارضة، وذلك ما قام به كل من المرشح الرئاسي عبد العالي حساني شريف عن حركة مجتمع السلم والمرشح الرئاسي يوسف أوشيش عن جبهة القوى الاشتراكية من خلال البيان الثلاثي المشترك الذي وقعه إلى جانبهما مدير حملة المترشح الحر الفائز عبد المجيد تبون.

يجب التنويه والإشادة بمثل هذا البيان الثلاثي المشترك والذي كان من توقيع ممثلي المترشحين الثلاثة ولم يكن من الغرابة أن يكون من ضمن الموقعين ممثل الرئيس الفائز، فهو سلوك سياسي حضاري لا يحسب فقط للمعارضة بل يحسب أيضا للسلطة، فالشيء المؤكد أن الثلاثة وخاصة المترشحين المنهزمين في السباق الرئاسي لا يطعنون في فوز الرئيس بعهدة رئاسية ثانية وإنما ينددون بضبابية النتائج التي أعلنتها السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات حيث كان من الغرابة أن تسارع إلى إعلان النتيجة النهائية وهي مازلت تتلقى محاضر فرز الانتخابات من الولايات، وهذا ما يضر ليس بمصداقية العملية الانتخابية فقط ولكن يضر أيضا بمصداقية هذه السلطة الانتخابية لمراقبة الانتخابات والتي هي هيئة دستورية يفترض فيها النزاهة والصدق والمصداقية والشفافية.

ولقد كان من حسن الحظ أن توجد محكمة دستورية هي التي تفصل في النهاية في النتائج الانتخابية الرئاسية وغيرها من الانتخابات الأخرى، هذه المحكمة الدستورية والتي بإمكانها أن تصحح الأخطاء الشكلية وتقدم الأرقام الصحيحة وتعطي كل ذي حق حقه، سواء تعلق الأمر بالمترشح الفائز أو بالمترشحين المنهزمين!!..