“غوانتانامو” كبير
الفضيحة المدوّية التي هزّت مملكة “أمير المؤمنين” هذه الأيام بعد عملية الهروب الجماعي العلانية للشباب المغربي نحو سبتة المحتلة، وحديث الإعلام العالمي كله عنها، تكفي لوحدها للرد على كل الأكاذيب التي ظل يفبركها إعلام المخزن وأدواته وذبابه طوال السنوات الأخيرة، والتي ركزت على دعاية تصوير المهلكة كأنها جنة، في مقابل الجزائر باعتبارها جحيما فوق الأرض، وقد جاءت هذه الفضيحة المدوية لتمسح كل تلك الأكاذيب، وتفضح أصحابها بشكل كامل، بعد أن مهد زلزال الحوز بالمغرب قبل أشهر الطريق أمام العالم ليعرف حقيقة هذا النظام المخزني الذي يستثمر مئات ملايين الدولارات في صناعة الأكاذيب، ليتأكد أن المغرب الحقيقي المنسي والفقير والمعدم، ليس هو مغرب الواجهة في الرباط والدار البيضاء، وإنما هو المغرب العميق الذي أظهرت الصور المأساوية للهاربين جماعيا منه أنه مكان لا يمكن العيش فيه.
الفايدة:
سيحاول إعلام المخزن وأدواته التركيز على أن ظاهرة الهجرة السرية تمس كامل إفريقيا، وأن الجزائر أيضا تعيش الوضعية نفسها للتغطية على هذه الفضيحة، إلا أن الحقيقة أنه لم يحدث في أي بلد إفريقي مهما كان وضعه الاقتصادي مترديا، أن قام جزء من شعبه بتنظيم عملية هروب جماعي بهذا الشكل كما حصل في المغرب، أو خاطر أهله بالحرقة سباحة، ومواجهة قوات الأمن بصدور عارية، حيث بات الموت واحدا عندهم، إلا كما حصل أخيرا في المغرب.
والحاصول:
إننا لا نتشفى من أهل المغرب، الذين سدت في وجوههم كل سبل العيش الكريم، لكننا نذكر مرتزقة الإعلام المخزني بحقيقة البلد الذي دمروه، وحولوه إلى “غوانتانامو كبير”، بينما شغلهم الشاغل يوميا هو التهجم والسخرية من الجزائر ولا شيء غير الجزائر.