هواتف لكن قنابل
أحدث الهجوم الأخير غير التقليدي الذي نفذه الكيان الصهيوني ضد مقاتلي حزب الله اللبناني، عبر تفجير بطاريات هواتف بيجر، وما خلفته من ضحايا وآلاف المصابين في مناطق حساسة من الجسم، ما يمكن تسميته بالصدمة التكنولوجية التي سيكون لها ما بعدها، خاصة عند المسلمين والعرب، من ناحية كونهم أكبر المستهلكين لتكنولوجيا الاتصالات والتكنولوجيا العسكرية الغربية والشرقية بشراهة منقطعة النظير، دون النظر إلى مخاطر هذا الاعتماد المطلق على الآخر، والتي يمكن في لحظة من اللحظات، كما حصل مع هواتف بيجر التي تصنعها موتورولا، بغض النظر عن المصنع الأمريكي أو التايواني، أن تتحول ضد المشتري نفسه، حيث يمكن للمصنع استعمال السلاح الذي باعه بالطريقة التي تضمن مصالحه، ليصبح المشتري بذلك رهينة في أيدي العدو في الوقت الذي يعتقد فيه أنه يحقق أمنه القومي وأنه يقاوم.
الفايدة:
أن استمرار العرب والمسلمين كمستهلكين للتكنولوجيا الغربية والشرقية، خاصة في المجال العسكري والاتصالات، دون البحث عن بدائل وطنية حقيقية، تجعل من الأمن القوم العربي والإسلامي كله مهددا بالاختراق، وليس مستبعدا أن تتحول الصواريخ والطائرات وغيرها من الأسلحة وتقنيات الاتصال التي نشتريها، إلى ضرب مواقعنا من حيث لا ندري، بدل أن تتجه إلى ضرب العدو، وهو بالضبط ما حدث مع هواتف بيجر التي تحولت في لحظة إلى قنابل.
والحاصول:
إنه درس قاس جدا هذا الذي حدث مع مقاتلي حزب الله، وبغض النظر عن الاختراقات الصهيونية الأمريكية للحلف الإيراني كما يروج البعض، إلا أننا جميعا كعرب ومسلمين، مهددون في وجودنا، من خلال هذه الثغرة التكنولوجية الخطيرة التي يجب ردمها في أسرع وقت قبل فوات الأوان.