الأربعاء 01 مايو 2024

الجزائر تنتصر.. وتصيب الهدف في ليبيا

الجزائر

دافعت ولا تزال العديد من التقارير والجهات والشخصيات الدولية عن جهود الجزائر الإقليمية والدولية خاصة موقفها إزاء الأزمة التي تعيشها الشقيقة

ⓒ الجزائر

دافعت ولا تزال العديد من التقارير والجهات والشخصيات الدولية عن جهود الجزائر الإقليمية والدولية خاصة موقفها إزاء الأزمة التي تعيشها الشقيقة ليبيا، مشيدين بموقفها القائم على أرضية صلبة بالإضافة إلى أنه مستمد من مبدأ حسن الجوار، كما رافع آخرون لصالح دبلوماسيتها التي تسهم بفعالية لإيجاد حل سياسي للأزمة يكون لفائدة الشعب الليبي فقط.

وأمام مشهد يراوح مكانه، أكد تقرير تحليلي نشرته شبكة “فولتير” الإخبارية العالمية أمس، أن تحذيرات الجزائر من التدخل العسكري لـ”نيتو” مطلع العام 2011 بليبيا كانت صائبة، على خلفية أنها نبهت إلى أن انهيار الدولة الليبية سيؤدي لا محالة إلى ظهور تنظيمات إرهابية ويدخلها في نفق مظلم تقبع بموجبه تحت وطأة اللااستقرار، كما سيكون له أثر سلبي على استقرار دول المنطقة ككل.

وأضاف تقرير شبكة “فولتير” التي تتخذ من “هونغ كونغ” مقرا لها إلى تبعات التدخل العسكري الغربي في ليبيا في العام 2011، مشيرا إلى أن هذا التدخل الأجنبي دمر كل شيء في طريقه وأعاد ليبيا إلى العصر الحجري، بعدما كانت تمتعت في العام 2010 بمستويات عالية من النمو الاقتصادي والتنمية البشرية وفقا للبنك الدولي، فيما وجد فيها نحو مليوني مهاجر جلهم من الأفارقة عملا، فيما استثمرت الدولة بفضل صادرات الطاقة 150 مليار دولار في الخارج.

وبين التقرير أن ما يبديه الغرب من قلق بشأن البلاد ورغبته في رؤيتها معافاة وذات سيادة ويتمتع شعبها بالاستقرار والأمن ليس سوى كلام لا يعبر عن واقع نواياه الحقيقية، وأضاف التقرير أن الغرب فكك ليبيا من الداخل وهاجمها من الخارج بهدف تهديم الدولة، من خلال تمويل وتسليح قطاعات وجماعات متطرفة مضادة لنظام العقيد الراحل معمر القذافي، ومن ثم تسلل قوات خاصة أجنبية لنشر المواجهات المسلحة فضلا عن التدخلات العسكرية الجوية.

وأضاف التقرير إن الاستثمارات الليبية في إفريقيا كانت حاسمة في خطة الاتحاد الإفريقي لإنشاء مؤسسات مالية وسوق مشتركة وعملة إفريقية واحدة للتخلص من هيمنة الدولار الأمريكي، مؤكدا أن من تسببوا بنكبة ليبيا وشعبها يقدمون اليوم أنفسهم على أنهم المنقذون.

وأكد التقرير أن حال ليبيا اليوم يتمثل في احتكار الميليشيات المسلحة والشركات متعددة الجنسيات عائدات صادرات الطاقة، إذ تباع كميات كبيرة من النفط الليبي لدول في الاتحاد الأوروبي، من خلال شركات مالطية تعيد تدوير الثروات النفطية الليبية وتخفي مصدرها، وهي المخاوف الأمنية التي عبر عنها رئيس أركان الجيش السعيد شنقريحة مؤخرا، الذي قال خلال الدورة الـ15 للمجلس التوجيهي للمدرسة العليا الحربية، إن “محاولات أعداء الشعوب تهدف إلى تقسيم دول المنطقة ونهب ثرواتها الطبيعية واستغلالها بصورة مباشرة، أو تحت غطاء منظمات غير حكومية وشركات متعددة الجنسيات، تستخدم الابتزاز والضغط على الدول للتدخل في شؤونها الداخلية”.

وتابع التقرير أن مستوى معيشة السكان انهار بعد أن أصبحت ليبيا طريق العبور الرئيسي لتدفق الهجرة غير الشرعية الفوضوية، وتحول عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين إلى عبيد مع بيع النساء في المزادات وإجبارهن على ممارسة الدعارة وهذا كله بفضل حلف شمال الأطلسي “ناتو”.

وسبق لمفوض مجلس الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي، التأكيد على أن المقاربة الجزائرية لتسوية الأزمة في ليبيا تتوفر على كل مقومات النجاح، مضيفا أن الاتحاد الإفريقي يدعم ويشجع أية مبادرة من شأنها إيجاد حل نهائي للأزمة قائمة على الحوار والمصالحة الوطنية، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه انطلاقا من منهج الاتحاد الإفريقي في إدارة الوساطات القائم على مبدأ الاختصاص الفرعي المبني على دعم دول الجوار في قيادة الوساطة بحكم قربها ومعرفتها بالفاعلين المحليين، فإن المنظمة القارية تشجع وتدعم أية مبادرة من شأنها إيجاد حل سريع ونهائي للأزمة الليبية قائمة على الحوار والمصالحة الوطنية بعيد عن التدخل الأجنبي والحل العسكري.

معتبرا نجاح المقاربة التي تبنتها الجزائر  يعود إلى أنها تتبنى الحل السياسي للأزمة الليبية الذي يضمن احترام إرادة الشعب الليبي ووحدته الترابية وسيادته الوطنية، أي من خلال حوار ليبي- ليبي يشرف عليه الليبيون أنفسهم.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top